آخر الأخبارأدب و فن

أميرة أيت خويا موح، شعلة من الهامش… إضاءة على هامش تتويج الفائزين في مسابقة المشروع الوطني للقراءة.

تمكنت التلميذة أميرة أيت خويا موح، والتي تتابع دراستها في المستوى الثالث من التعليم الابتدائي بفرعية “أيت عبو” التابعة لمجموعة مدارس القنطرة القروية، الواقعة بالجماعة القروية أيت سدرات السهل الغربية، بلدية قلعة امكونة، بإقليم تنغير، من الحصول على ميدالية القارئ المثقف، باحتلالها الرتبة الأولى وطنيا ضمن فئتها(من المستوى الأول إلى الثالث ابتدائي)، في إطار مسابقة المشروع الوطني للقراءة والتي تنظمها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمساهمة مؤسسة البحث العلمي الإماراتية، وقد تم تتويج أميرة رفقة الفائزين من مختلف الفئات خلال الحفل الختامي للمسابقة، والمنظم بمسرح محمد الخامس بالرباط يوم الأحد 25 فبراير 2023، بحضور وزير التربية الوطنية ورئيسة المؤسسة الراعية، وبذلك نالت أميرة الجائزة المخصصة لهذا الصنف، والمقدرة بمئة ألف درهم (100.000 درهم)، مما يؤكد جليا على أن الانتماء للهامش لا ولن يشكل عائقا أمام التفوق والوصول لمراتب متقدمة في مختلف المجالات، طبعا إذا حضرت العزيمة وتوفرت العناية اللازمة، إذ قد يتساءل سائل كيف لفتاة تدرس بفرعية
“بعيدة” تابعة لمؤسسة قروية بعمق الجنوب الشرقي المغربي أن تفرض نفسها في مسابقة وطنية عرفت مشاركة الآلاف من التلاميذ والتلميذات من مئات المؤسسات العمومية والخصوصية تمثل مختلف جهات وأقاليم المملكة…لكن سرعان ما يتبدد استغراب سائلنا لما يعلم أن وراء تألق”الأميرة” أما واعية حريصة على “تربية” فلذة كبدها، وأساتذة مؤطرين مؤمنين برسالتهم النبيلة وساعين لتنشئة جيل قارئ ومثقف، وشعلة يسطع وميضها تحتاج فقط حضنا دافئا يرعاها.

وحسب المعطيات التي أدلى بها الأستاذ والصديق لحسن جبور مدرس التلميذة ومؤطرها في هذه المسابقة ومرافقها إلى العاصمة في رحلة التتويج، فالتلميذة أميرة طفلة متخلقة، تداوم على الصلاة، ونادرا ما تنام بعد صلاة الفجر، تتميز بقدرات عقلية هائلة، حيث حفظت ما يقارب عشرين حزبا من القرآن الكريم، وكذا مجموعة من المتون( الجزرية، تحفة الأطفال، قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي…)، تتحدث اللغة العربية “الفصحى” بطلاقة، وهي حسب تعبير أستاذها: “تلتهم الكتب التهاما قراءة وفهما وسردا وتحليلا وتلخيصا”، حيث قرأت أكثر من ثلاثمئة وعشرين قصة، وتهتم كذلك بدراسة اللغة الفرنسية والرياضيات…
وتنخرط التلميذة أميرة أيضا في مجموعات افتراضية تعليمية، وتشارك في دورات تدريبية متنوعة.

ما استوقفني في سيرة هذه البطلة وفي سير الكثير من المتوجين في هذه المسابقة هو الاهتمام بحفظ ودراسة كتاب الله، ولعل ذلك سر من أسرار صقل الملكة اللغوية وتقويم اللسان، وكذا العناية بتعلم اللغات ومختلف أصناف العلوم، والاطلاع في مجالات متعددة، مما يساهم في تشكيل شخصية “موسوعية”.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى