آخر الأخبارسياسة

أمين سامي لليقين: الخطاب الملكي يؤسس لموسم تشريعي عنوانه الإنجاز لا الوعود

اليقين / نجوى القاسمي

اعتبر الخبير الاستراتيجي الاقتصادي أمين سامي في تصريح خصّ به موقع اليقين أن خطاب الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الأخيرة من الولاية البرلمانية الحالية، يشكل منعطفًا حاسمًا في مسار الإصلاح التنموي، لأنه يرسم بوضوح معالم سنة تشريعية توصف بـ “موسم الإنجاز”، من خلال التركيز على ثقافة النتائج بدل الاكتفاء بسرد الخطط والمشاريع.

وأوضح سامي أن الخطاب الملكي أعاد توجيه البوصلة نحو تحسين مردودية الاستثمار العمومي والقطع مع هدر الوقت والموارد، وهو ما ينسجم مع ملاحظات المجلس الأعلى للحسابات التي طالبت في أكثر من مناسبة برفع نجاعة الإنفاق العمومي.

كما أن الخطاب، بحسبه، يثبت توجه “المغرب الصاعد” الذي بدأ منذ خطاب العرش في يوليوز 2025، القائم على العدالة الاجتماعية والمجالية ومنع تفاقم التفاوتات الترابية.

وانطلاقا من هذه الرؤية، يضيف سامي، حدّد الخطاب ثلاث أولويات ترابية دقيقة، تتمثل في أولا، المناطق الجبلية والواحات التي تستدعي سياسة عمومية مندمجة جديدة، اعتبارا لكونها تحتضن قرابة 25% من السكان وتمثل أزيد من خمس مساحة المملكة ثانيا، تفعيل قانون الساحل والمخطط الوطني للساحل بما يتيح الانتقال من مرحلة النصوص إلى مرحلة التنفيذ العملي في إطار تنمية زرقاء مستدامة.وثالثا، توسيع نطاق المراكز القروية لتصبح حلقة وسيطة تساهم في ضبط التوسع الحضري، وتقريب الخدمات، وتثمين الاستثمار القروي.

ويرى سامي أن هذه الأولويات لا تعني إطلاق أوراش متوازية متنافرة، بل دمجا ذكيا بين المشاريع الوطنية الكبرى والبرامج الاجتماعية، بما يرفع العائد الاجتماعي للاستثمار. وهنا، يشير إلى أن تعميم الدعم الاجتماعي المباشر يمثل أحد الأدوات المركزية لتقليص الفوارق وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية.

وأضاف الخبير الاقتصادي أن الخطاب حمل أيضا رسالة واضحة إلى الفاعلين السياسيين والمؤسساتيين مفادها أن المرحلة المقبلة هي مرحلة تنفيذ لا وعود، وأن البرلمان، وهو يدخل سنته التشريعية الأخيرة، مدعوّ إلى الانتقال من سنّ القوانين إلى إنتاج نتائج ملموسة وقابلة للقياس، خاصة في سنة تسبق محطة انتخابية مفصلية

كما شدد على أن تحسين كفاءة الإنفاق العام وتعظيم الأثر الاجتماعي للاستثمار هو الحل الأمثل لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.

وختم أمين سامي تصريحه بالتأكيد على أن التحول من “العمران أولا” إلى “التراب كمنصّة إنتاج يمثّل رهانا استراتيجيا على مرونة مناخية، وأمن مائي، ونمو محلي منتج للشغل، معتبرا أن هذا التوجه يتناغم مع توصيات البرامج الوطنية والدولية، ويجعل من خطاب الملك خارطة طريق دقيقة لمرحلة مفصلية في مسار التنمية المغربية.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى