
في ظهيرة عادية بأولاد تايمة، كان المارة يعبرون الأزقة الهادئة قبل أن يفاجَؤوا بمشهد أقرب إلى الخيال: أوراق نقدية تتطاير من سطح أحد المنازل، كأن السماء فتحت صناديقها وأمطرت مالاً بلا حساب. صرخات الدهشة تحولت إلى هرولة، والجميع منشغل بجمع النقود التي غطت الطريق.
لكن خلف هذا “المشهد السينمائي” كانت الحقيقة أكثر غموضاً. الأمر يتعلق بشابين اقتحما منزل قريبتهما واستوليا على مبلغ ضخم، غير أن افتضاح أمرهما من طرف الجيران جعلهما يحاولان التخلص من الغنيمة بطريقة يائسة… برميها في الهواء!
في دقائق معدودة، التقطت عدسات الهواتف المشهد، وانتشرت المقاطع كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل، فيما شبّهته صحف إسبانية بلقطات من المسلسل الشهير La casa de papel.
التحقيقات الأمنية كشفت أن صاحبة المنزل لم تكن بريئة بدورها، إذ ضبطت الشرطة لديها أكثر من 60 مليون سنتيم بالدرهم واليورو، إضافة إلى أدوات ومواد غريبة تستعمل في طقوس سحرية. وهكذا، تحولت القضية من مجرد سرقة إلى ملف يخلط بين الجريمة والشعوذة، في حبكة لا تقل غرابة عن السينما.