سادت حالة من الحزن الشديد بين أصحاب البذلة السوداء والأسرة القضائية بعدما فارقت الحياة أيقونة العدالة المحامية “نوال بورحلة” ، عن عمر ناهز 40 عاما ، مخلفة وراءها ابنة عمرها تسعة سنوات ،صباح ليلة الثلاثاء 13 فبراير الجاري ، إثر مرض عضال لم ينفع معه علاج.
وكانت الراحلة المشهورة بمحامية الفقراء ، تعاني من مرض سرطان ، حيث كانت تتابع حصص العلاج بأدوية داخل المصحة بعد تدهور حالتها الصحية، وفقا لما أفادت به مصادر مقربة من الفقيدة وقد توفيت بإحدى المصحات الخاصة بمدينة وجدة.
زاولت الراحلة مهنة المحاماة متخذة منها رسالة لخدمة مبادئها السامية وقيمها فناصرت الفقراء ودافعت عن المظلومين واستبسلت لحماية حقوق أهل إقليم الناظور ، نساء ورجالا وشبابا وأطفال وبما يلزم من أخلاق ومهنية .
كانت محامية متميزة ، مشهود لها بالكفاءة القانونية وسمعتها الطيبة وأخلاق النبيلة . كانت من المناضلات القلائل الذين بصموا بتجربتهم بالإقليم ، تعتبر هرما من أهرام المرافعات ، وعالمة من علماء فنون الدفاع عن موكيليها، وخبيرة من خبراء الأناقة في ضبط الثغرات القانونية وإقناع هيأة الحكم بوجاهة دفاعها وكانت حريصا على العمل الجاد والمسؤولة إلى جانب كل المناضلين للمساهمة في بناء مجتمع تسوده الحرية والعدالة والديمقراطية .
كذلك آمنت بحقوق النساء ودافعت عنها وكانت نموذجًا صارخا للنسوية العنيدة الإيجابية وشكلت قدوة للعديد من أجيال الفتيات والنساء اللواتي رأين بها المرأة المعطاءة المناضلة. ترافعت عن مجموعة من النساء في أروقة المحاكم وأبدعت في حفظ حقوقهن وكرامتهن.
وأبرز ما سيبقى هو ذكراها العطرة وابتسامتها الدائمة وحبها وعطائها اللامتناهي للناس وحب الناس لها وبصماتها في ساحات النضال بالاقليم والجهة الشرقية .
وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم مدير الجريدة، أصالة عن نفسه ونيابة عن طاقم وهيئة تحرير بأحر التعازي إلى عائلة الفقيدة وكافة الأهل والأصهار ، وإلى جميع زميلاتها وزملائها ولهيئة المحامين بالناظور ، راجين من الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يتقبلها في الفردوس الأعلى مع الرسل والأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ونسأل الله العلي القدير أن يلهم أهلها وذويها جميل الصبر والسلوان . وانا لله وانا اليه راجعون
We Love Cricket