مجتمع

استفحال ظاهرة المشردين بصفرو

مع كل موسم برد تتجدد معاناة فئة من المواطنين لا سكن لها يقيها قساوة البرد. غير أن الجديد المستفز في الظاهرة هو التنامي المتزايد للنساء المتشردات واللواتي يكن ضحايا الظاهرة أكثر من غيرهم لكونهن علاوة على المعاناة مع البرد القارس، يتعرضن لكل صنوف الاستغلال الجنسي. بالإضافة للنساء هناك عدد لا يستهان به من الأطفال ضحايا التشرد والحرمان من حقهم في طفولة طبيعية. أمام هذا الواقع البئيس تحاول منظمات المجتمع المدني إصلاح ما يمكن إصلاحه من خلال مبادرات هنا وهناك، غير أن ذاك لا يكفي لمحاصرة الظاهرة التي ما فتئت تستفحل يوما بعد يوم. وما يمكن استنتاجه في الموضوع هو أن الظاهرة ستستمر وستزيد استفحالا طالما هناك تجاهل لها من طرف المسؤولين، وأيضا طالما هناك إصرار على المضي في نفس السياسات العمومية التي أنتجت البطالة والفقر وغيرها من الظواهر السلبية بالمجتمع. وهذا يعني أن الدولة بمؤسساتها مدعوة لتدشين سياسات عمومية جديدة تجعل من المواطن مركز الاهتمام لأنه لا يمكن النهوض بتجاهل الطاقات الكامنة في المجتمع. وغير ذلك سيظل مشهد مشرد يقتات من القمامة أو مشردة تتعرض للاغتصاب مشاهد روتينية قد لا تثير انتباه احد لتكرارها وتعددها.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى