
اليقين/ نجوى القاسمي
لم تكن ليلة امس الجمعة 24 أكتوبر 2025 عادية بالنسبة لمئات المسافرين الذين وجدوا أنفسهم عالقين في عربات البُراق، بعدما توقف القطار رقم 2038 بشكل اضطراري بين محطتي زناتة وعين السبع بسبب عطب تقني.
عطب لم يسقط فقط السرعة الفائقة عن السكة، بل أسقط معها أعصاب الركاب وصبر الأطفال وراحة المسافرين.
ازدحام أطفال يبكون و القطار في مكان معزول، لا صوت فيه سوى تذمّر الركاب وصراخ الأطفال الذين لم يطيقوا الحرارة والاختناق داخل العربات. لا توضيحات كافية، ولا مبررات واضحة، فقط انتظار ثقيل امتد لساعات
.الأمهات يحاولن تهدئة صغارهن، والمرضى يبحثون عن كرسي فارغ يستندون إليه، والموظفون يرمقون ساعاتهم في حسرة، فيما عشرات الركاب يسألون
بلاغ بارد… وواقع ساخن
المكتب الوطني للسكك الحديدية نشر بلاغا مقتضبا تحدث فيه عن عطب تقني طارئ والتعبئة الفورية للفرق المختصة، لكن البلاغ لم يُشر إلى المعاناة الإنسانية التي عاشها الركاب في تلك اللحظة الحرجة.الاعتذار حضر في البلاغ لكن أين كانت الخدمة داخل القطار؟ أين كانت المرافقة والتواصل والانضباط
البُراق الذي روج له كأحد رموز الحداثة والبنية التحتية المتقدمة، ما زالت أعطابه كل مرة تجر معه أسئلة مزعجة عن جاهزية الصيانة، جودة الخدمة، وأولوية الراكب في معادلة النقل العمومي.




