مخطئ من يعتقد أنه ثمة صراع مابين الأحزاب السياسية المغربية على مستوى القيادات والنخب المنتخبة،بقدر مايأجج الصراع والخلاف وحتى الإختلاف السلبي على مستوى القواعد المجيشة بالمعنى اللفظي،وبعض الخرجات الإعلامية المأجورة والمحسوبة سياسيا من أجل إثارة الشهرة من جهة وجس نبظ المغاربة من جهة أخرى نهيك عن حصد نسب المشاهدة وتحريك المواقع المأجورة من أجل البروبكندا الفارغة.
فكل القيادات الحزبية والمنتخبين جماعيا وبرلمانيا تجمعهم مصالح وعلاقات تتخطى كل توقعات المواطن البسيط،فخطاباتهم ملفقة ومصالحهم متبادلة،فحين تقفل الأبواب وتهيئ الموائد وتصطف السيارات يغيب المواطن وحتى الوطن وتحضر المشاريع والصفقات.
هكذا مغرب رسم منذ الإستقلا ل وليس حديثا،هكذا هي أحزابنا وقيادتها إلا من بعض الإستتناءات الشادة والتي لايقاس عليها وغير قادرة على التغيير بإعتبارها ليست قوة ضاغطة وقادرة على صنع القرار السياسي ومرجعياتهم تختلف من يسار إلى ليبرالية،غير أن مصالحهم تجتمع نحو هدف معين ومبتغى واحد فحتى هذه الإستتناءات ترغب في لعب دور معين من أجل منصب معين وتحصين الذات والدليل التاريخي على هكذا حكم هو قول المرحوم بنجلون”من تحزب خان”وهو حقا يعي ما يقول ويفقه اللعب السياسي فالمغرب جرب جل الأحزاب السياسية وحتى حكومة تكنوقراط مع السيد جطو لكن لا خلاص ولا حلول وهنا يكمن دور الدولة كمؤسسة حاضنة للأحزاب في خلق أحزاب سياسية ذات كفاءات وضمير ووطنية وإسناد الأمور لأهلها والحد مع سياسة الريع و الإكراميات والتعويضات الخيالية وفرض شروط معينة في المنتخب وجعل الحزب مؤسسة ذات جدوى ومعنى وفعل ،وخلق علاقة ثقة مابين السياسي والمواطن حين يصبح الشأن العام مسألة تطوعية والتعويض عليها معقول.