
نداء من الأطر التربوية والإدارية إلى الأسر الكريمة
إلى كل أب وأم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
من داخل المؤسسات التعليمية، ومن قلب المعاناة اليومية التي نعيشها، نوجّه إليكم هذا النداء الصريح والواقعي، بعيدًا عن المجاملة، وقريبًا من الحقيقة:
لقد أصبحت المدرسة اليوم، بكل أطُرها التربوية والإدارية، تتحمل أعباءً تفوق طاقتها، حيث لم تعد مسؤوليتنا مقتصرة على التعليم فقط، بل أصبحت تشمل كذلك ما يجب أن يُغرس أولًا في البيت: الاحترام، الانضباط، المسؤولية، والحد الأدنى من القيم الأخلاقية.
للأسف، نواجه يوميًا حالات من العنف، اللامبالاة، قلة الاحترام، الإدمان على الهواتف، ضعف التركيز، والانفلات السلوكي لدى فئة واسعة من التلاميذ، وهي ظواهر لا يمكن للمدرسة وحدها معالجتها، بل هي نتاج مباشر لغياب التتبع الأسري، وضعف الحوار داخل البيوت، وترك الأبناء دون توجيه أو محاسبة.
نحن لا نعمّم، فهناك أسر مشكورة ما زالت تقوم بدورها التربوي بوعي وجهد، ونجد أثر ذلك واضحًا في سلوك أبنائهم داخل المدرسة. ولكن هذه الفئة أصبحت للأسف أقلية وسط طوفان من الإهمال التربوي الذي تعاني منه مؤسساتنا.
أيها الأولياء:
المدرسة ليست مصلحًا اجتماعيًا، ولا بديلاً عن الأسرة. نحن نكمل دوركم، ولا يمكن أن ننجح في تعليم أبنائكم دون دعمكم الحقيقي والفعّال، لا بالكلام، بل بالمتابعة، والمراقبة، والتواصل المستمر مع الإدارة والأساتذة.
نعلم أن الحياة صعبة، وأن الانشغالات كثيرة، ولكن من لم يجد وقتًا لتربية أبنائه، فليستعد لدفع ثمن التقصير مضاعفًا في المستقبل.
🔹 تربية الأبناء ليست مسؤولية المدرسة وحدها.
🔹 سلوك أبنائكم هو صورتكم داخل المؤسسة.
🔹 أنتم شركاؤنا، ولسنا خصومكم.
فلنتعاون جميعًا على إنقاذ المدرسة من الانهيار القيمي، ولنعد للتربية اعتبارها قبل فوات الأوان.
عن الأطر التربوية والإدارية