احتضن رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، المقام بالرباط من 10 إلى 19 ماي الجاري، ندوة حول قراءة في رواية “تيضماس ⵜⵉⴹⵎⴰⵙ” للكاتب الأمازيغية أحمد حداشي.
تم خلال الندوة تقديم قراءة حول رواية “ⵜⵉⴹⵎⴰⵙ”، هذا العنوان الذي اختاره الكاتب لروايته نظراً لما له من معنى عميق وتأويل واضح ومطابقة شبه تامة للعنصر الرئيسي في الرواية، فاسم “تيضماس” يرمز لنوع من النباتات ذوات الأزهار الجذابة والتي تنبت في وديان الجنوب، هذه الجاذبية التي قادت الكاتب للتعلق بالشخصية الرئيسية لروايته، والتي صادفها هنالك بإحدى قرى الجنوب صنعت القصة والحدث، وولدت لنا “ⵜⵉⴹⵎⴰⵙ”.
تتناول الرواية موضوع تأثير أزمة رونا على تمدرس الفتاة القروية بالجنوب المغربي، وذلك في 126 صفحة، محررة باللغة الأمازيغية، بحرف تيفيناغ. وكشف الكاتب عن عادات الجنوب التي عبرت عنها شخصياته الثمانية بالرواية، كما أثار الاهتمام حول هذه النبتة المزهرة المنسية، في مطابقة للبنات الطموحات المنسيات بالقرى، وكذا بهذا اللفظ “تيضماس” حول القاموس الأمازيغي المتنوع بالمغرب، والذي ينبغي أن يحافظ عليه.
عن الكتابة بالأمازيغية أيضاً، وضح الكاتب أحمد حداشي، أنها يجب أن تركز على صياغة تقنية وفنية، أدبية، مثالية، مركزة على اللغة الأمازيغية المتداولة بشكلها الكامل والحامل للمعنى المراد منه، عوض التفكير بلغة مختلفة والكتابة بالأمازيغية، وهو الشيء الذي يجعل الكتاب الأمازيغي في الكثير من الأحيان فاقد للمعنى، كونه ترجمة غير مباشرة وغير متقونة لمعنى مفكر به من لغة أخرى. ويعد أحمد حداشي، أحد أبرز الكتاب بالأمازيغية، و المولود بقرية “أملاكو” بالجنوب الشرقي للمغرب، وهو المهتم بالشأن التعليمي والتربوي، الذي دائماً ما يدافع عنه في كتاباته، كونه يشتغل أستاذا قبل أن يتدرج في تقلد المناصب بوزارة التربية الوطنية، التي عمل بها حتى بلوغه سن التقاعد.