
اليقين/ نجوى القاسمي
لم يكن ينقص المشهد السياسي المغربي سوى جملة واحدة لتشعل النقاش: “لولا أخنوش لمات سكان الدار البيضاء عطشا”. عبارةٌ أطلقتها عمدة العاصمة الاقتصادية وكأنها منة سماوية، فحوّلت أزمة ماء خانقة إلى ملحمة بطولية من نسج الخيال السياسي.
ومع ذلك، لم تجد هذه الجملة طريقها إلى التصديق بقدر ما وجدت طريقها إلى السخرية، خصوصا عندما التقطتها النائبة فاطمة الزهراء التامني التي أعادت الأمور إلى حجمها الطبيعي بجرعة نقد لا تخلو من لذعة ففي صفحتها على فيسبوك وصف كلام الرميلي بـالهذيان
وتواصل التامني تفنيد الخطاب الذي تم الترويج له، مؤكدة أن ما يحدث اليوم لم يهبط من السماء.
العطش الذي يهدد مدنا كبرى، والارتباك في توزيع الماء، وتعثر مشاريع التحلية، كلها مؤشرات على فشل في التدبير لا يمكن تجميله بخطابات سياسية ظرفية.
فالحكومة تُحاسب بالنتائج، لا بالأساطير، والمغاربة لا يريدون روايات بطولة، بل ماء يصل بانتظام، وفواتير معقولة، ورؤية استباقية تُشعرهم بالأمان.
وتضيف التامني أن الحكومة التي يُقال إن فضلها منع عطش الناس، هي ذاتها التي جعلت المواطنين يشعرون اليوم بأنهم أقرب إلى العطش من أي وقت مضى.
والأخطر في نظرها، أننا بلغنا مرحلة يُعتبر فيها تفادي العطش إنجازا يسوّق للناس، وكأن توفير الماء رفاهية لا حق أساسي.
وتختم التامني رسالتها بنبرة حاسمة، معتبرة أن من يصفق لا يستطيع قول الحقيقة.
والحقيقة كما تقول، واضحة وبسيطة:
الماء حق وليس منّة، وإن وُجد عطش فالمسؤول عنه هو من يدبّر، لا من ينتقد. قبل أن تطلق عبارتها الأخيرة التي لخصت بها موقفها: كفى من التخريف… فقد شوّهتم العمل السياسي
We Love Cricket




