الجزائر تقاطع أسبوع الطاقة العالمي بموسكو احتجاجًا على دعم روسيا لمبادرة الحكم الذاتي المغربية

في تطور دبلوماسي جديد يُبرز تصاعد التوتر بين الجزائر وروسيا، قررت السلطات الجزائرية مقاطعة “أسبوع الطاقة العالمي” المنعقد في موسكو، وهو أحد أبرز الملتقيات الدولية في مجال الطاقة، بمشاركة أكثر من 80 دولة وعدد من كبار مسؤولي الدول المنتجة للنفط والغاز.
وبحسب موقع Sahel Intelligence، فإن قرار المقاطعة الذي أصدره الرئيس عبد المجيد تبون جاء نتيجة استياء جزائري من الموقف الروسي الأخير الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل نهائي لقضية الصحراء تحت السيادة المغربية، وهو ما اعتبرته الجزائر تحولًا جوهريًا في الموقف التقليدي لموسكو المعروف بتوازنه في هذا الملف الحساس.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن الخلاف بين الجزائر وروسيا تجاوز قضية الصحراء، ليشمل أيضًا منطقة شمال مالي، حيث عبّر الكرملين عن قلقه من تحركات جزائرية ميدانية يُشتبه في دعمها لمجموعات مسلحة داخل مناطق النفوذ الروسي، خصوصًا بعد توسع نشاط شركة “Africa Corps”، الذراع العسكرية الجديدة التي خلفت مجموعة “فاغنر”.
ويرى مراقبون أن خطوة تبون تحمل بعدًا سياسيًا مزدوجًا، فهي من جهة رسالة احتجاج على ما تعتبره الجزائر انحيازًا روسيًا للمغرب، ومن جهة أخرى تأكيد على “استقلالية القرار الدبلوماسي الجزائري” حتى تجاه الحلفاء التقليديين.
وفي المقابل، تتواصل فعاليات المنتدى الطاقي بمشاركة وازنة لوزراء ومسؤولين كبار، من بينهم وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، ووزير الطاقة التركي ألبارسلان بايرقدار، والأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص، لمناقشة تحديات التحول الطاقي العالمي وأمن الإمدادات.
ويُعد غياب الجزائر، أحد أكبر مصدّري الغاز في إفريقيا، عن هذا الموعد الدولي إشارة واضحة إلى تراجع حضورها الدبلوماسي في المشهد الطاقي العالمي، وسط تزايد عزلتها الإقليمية بسبب مواقفها المتشددة من قضايا الجوار، وفي مقدمتها ملف الصحراء المغربية الذي بات يُعيد رسم موازين التحالفات في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
We Love Cricket




