
في تطورات قضائية مثيرة تتعلق بملف الشاب (ط. م) المدان سابقا بالسجن المؤبد بتهمة قتل فتاة أجنبية وتقطيع جثتها، حسمت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط، في وقت متأخر من ليلة الخميس الماضي، الشوط الأخير من هذه القضية التي أثارت جدلاً واسعًا، بعد أن أعيد الملف من محكمة النقض للنظر فيه من جديد.وأفادت الأخبار أن القضية التي رافقتها متابعة إعلامية وحقوقية لافتة، ظل المتهم خلالها متمسكا ببراءته، مدعوما بموقف أسرته وهيئة دفاعه، حيث واصل توجيه رسائل من داخل السجن إلى مسؤولين قضائيين يطالب فيها بإنصافه، وبعد سلسلة من الجلسات المطولة، قررت الهيئة القضائية تخفيض العقوبة من السجن المؤبد إلى عشرين سنة سجنا نافذًا.وكانت محكمة الدرجة الأولى قد أدانت المتهم الرئيسي في يناير 2023 بالسجن المؤبد، بعد اتهامه بقتل مواطنة أجنبية وتقطيع جثتها إلى أجزاء، بمساعدة شابين آخرين صدرت في حقهما أحكام بالسجن لثلاث سنوات لكل منهما، بتهم تتعلق بالمشاركة في التخلص من الجثة وعدم التبليغ عن الجريمة.تفاصيل القضية، كما وردت في محاضر الشرطة القضائية بسلا، أشارت إلى أن المتهم استدرج الضحية من إحدى الحانات بالرباط إلى منزل مهجور بمدينة سلا، حيث احتجزها لأيام، قبل أن يقدم على قتلها وتقطيع جثتها إلى جزأين. الجزء العلوي تم التخلص منه قرب منطقة “القواس”، فيما ساعده شريكان في التخلص من الجزء السفلي بعد وضعه في أكياس بلاستيكية.وقد أثارت المحاكمة اهتماما كبيرا، وخصصت لها جلسات مطولة شهدت مرافعات قوية من طرف النيابة العامة والدفاع، واطلعت المحكمة خلالها على تسجيلات لإعادة تمثيل الجريمة، أنجزها المتهمون بإشراف المصالح الأمنية بعد توقيفهم في أماكن متفرقة بمدينة سلا.رغم ما ورد في محاضر الضابطة القضائية، فقد شككت هيئة دفاع المتهم في مصداقية تلك الرواية، مؤكدة أن الخبرات التقنية والعلمية اللاحقة كشفت عن تجاوزات خطيرة في مسار التحقيق التمهيدي، ووصفت الإجراءات بأنها اتسمت بالتسرع والارتجالية، ما استدعى لاحقًا اتخاذ قرارات تأديبية في حق بعض عناصر الشرطة المشاركين في التحقيق، حسب معطيات هيئة الدفاع.هذه المستجدات دفعت المحكمة إلى إعادة النظر في الملف، واعتماد معطيات الخبرة العلمية الجديدة، ما أفضى إلى الحكم بالسجن 20 سنة بدل السجن المؤبد.وكانت السلطات الأمنية قد أشرفت، في مارس 2020، على إعادة تمثيل الجريمة المروعة، حيث ظهر المتهمون الثلاثة وهم يعيدون سيناريو القتل والتقطيع والتخلص من الجثة، بعد نقلهم إلى مسرح الجريمة القريب من طريق القنيطرة.في السياق ذاته، أكدت المديرية العامة للأمن الوطني، في بلاغ رسمي صادر وقتها، أن المصالح الأمنية بسلا تمكنت من توقيف المتهمين في وقت وجيز، مشيرة إلى أن اثنين منهم من ذوي السوابق القضائية في الجرائم العنيفة. وأضاف البلاغ أن عملية التحقيق انطلقت بعد العثور على الجزء العلوي من جثة الضحية ملفوفًا في غطاء بلاستيكي قرب سور أثري بالمنطقة المؤدية إلى مدينة القنيطرة.وبفضل التحريات المكثفة، تم تحديد هوية المشتبه فيه الذي نقل الجثة، ثم توقيفه في نفس يوم ارتكاب الجريمة، قبل أن يتم اعتقال المتهم الرئيسي صباح اليوم الموالي، وتحديد مكان تنفيذ الجريمة داخل بناية مهجورة.
We Love Cricket