
اليقين/ نجوى القاسمي
جاءت مباراة المنتخب الوطني أمام منتخب مالي محمّلة بانتظارات كبيرة، باعتبارها محطة مفصلية لاختبار الجاهزية الحقيقية للعناصر الوطنية وقياس مدى قدرتها على فرض أسلوبها أمام خصم يُجيد التنظيم ويتميز بالقوة البدنية والانضباط التكتيكي. مواجهة لم تكن عادية في حسابات الشارع الرياضي، إذ شكّلت فرصة للوقوف على ملامح المنتخب في لحظة تنافسية جادة، بعيدا عن المباريات ذات الطابع السهل، وكشفت في الآن نفسه عن مؤشرات فنية تستدعي التوقف عندها، سواء من حيث الأداء الجماعي أو فعالية الخيارات التقنية داخل رقعة الميدان
وأوضح الخنوس غي تصريح خص به موقع اليقين أن المنتخب دخل اللقاء بنوايا هجومية واضحة، حيث حاول منذ الدقائق الأولى الضغط على حامل الكرة في مناطق الخصم بهدف إرباكه والتسجيل المبكر، غير أن هذا التوجه، حسب رأيه، افتقر إلى الاستمرارية. فالمنتخب المنافس نجح بسرعة في كسر الإيقاع والخروج من الضغط، بل وفرض ضغطا مضادا في وسط الميدان بدفاع متوسط ومنظم، ما أربك العناصر الوطنية ودفعها إلى اللجوء للكرات الطويلة في اتجاه مهاجم معزول، الأمر الذي أفقد اللعب جماعيته وأنتج توترا وتسرعا في اتخاذ القرار.
وأشار الخنوس إلى أن البحث عن الحلول الفردية كان نتيجة طبيعية لهذا الارتباك، موضحا أن أحد هذه المجهودات الفردية أسفر عن ركلة جزاء مكنت المنتخب من تسجيل هدف التقدم، وهو هدف، رغم أهميته، لم يعكس تفوقا جماعيا حقيقيا بقدر ما غطى مؤقتا على محدودية الأداء، لينتهي الشوط الأول دون مؤشرات مطمئنة.
وبخصوص الشوط الثاني، أكد الخنوس أن الأداء جاء مخيبا للآمال، عكس ما كان منتظرا من منتخب يسعى لحسم اللقاء. فقد غابت الحلول الهجومية، وظهر بطء كبير في بناء اللعب، إلى جانب غياب التمركز السليم، ما تسبب في عشوائية واضحة، خصوصا خلال مراحل الافتكاك العكسي. وأضاف أن المنتخب المنافس استغل هذه الثغرات بذكاء، ونجح في إيجاد مساحات واسعة في وسط الميدان، وخاصة في الجهة اليسرى، نتيجة غياب التوازن ولا مركزية بعض اللاعبين، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى خطأ دفاعي ساذج كلف المنتخب ركلة جزاء وهدف التعادل.
وانتقد الخنوس بشدة قرارات المدرب خلال مجريات اللقاء، معتبرا أن التغييرات التي أُجريت لم تكن منطقية ولا مبنية على قراءة دقيقة لسير المباراة. وأبرز أن البحث عن هدف الفوز لا يمكن أن يترافق مع إخراج لاعب كان من بين الأفضل والأكثر إزعاجا لدفاع الخصم في الشوط الأول، في إشارة إلى غياب رؤية واضحة في التعامل مع لحظات الحسم.
وختم الخنوس تصريحه بالتأكيد على أن هذه المباراة كشفت عن مشاكل عميقة في المنتخب الوطني، انطلاقا من الدفاع الذي يرتكب أخطاء بسيطة، مرورا بوسط ميدان يغلب عليه الطابع الدفاعي ويفتقر للمرونة والانسيابية، وصولا إلى خط هجوم معزول يفتقد التنويع والنجاعة. وشدد على ضرورة تصحيح الأخطاء في أقرب وقت، ومنح الفرصة للاعبين القادرين على تقديم الإضافة، مع التحلي بالشجاعة في اتخاذ قرارات صعبة، سواء على مستوى التشكيلة أو النهج التكتيكي.
ورغم حدة الانتقادات، أكد الخنوس أن المنتخب ما زال في قلب المنافسة، معربا عن أمله في أن تكون هذه المواجهة درسا حقيقيا يدفع إلى مراجعة الاختيارات وتصحيح المسار، حتى لا تتكرر نفس الأخطاء في قادم المباريات.
We Love Cricket




