الداخلة .. السلطات تستبق حلول موسم الأخطبوط بشنّ حرب على “الغراريف” البلاستيكية بقرى الصيد
شنت لجنة مختلطة تضم مصالح مندوبية الصيد البحري إلى جانب السلطات المختصة حملة شرسة على الغراريف أو الأوعية البلاستيكية على مستوى قرية الصيد لاساركا ، توجيت بحجز كميات كبيرة من الأوعية ، وتجميعها في مكان على مشارف القرية لحرقها.
وتأتي هذه العملية التي تجمع بين المبادرة الفاعلية والتحسيس على مشارف إنطلاق الموسم الشتوي لصيد الأخطبوطك ، وخصوصا وأن مجموعة من المهنيين في الصيد التقليدي ، كانوا يحاولون تصيد الفرص من اجل إدخال هذا الكم الكبير من الأوعية البلاستيكة إلى البحر، لإستعمالها في صيد الأخطبوط، وهو ما ترفضه السلطات المختصة التي تحاول التصدي لهذه الظاهرة، بما تثمله من خطر على المصيدة ، وكذا على السواحل المحلية بعد التخلي عنها .
وأكدت مصادر عليمة أن الغراريف البلاستيكية المحجوزة، هي عبارة عن براميل صغيرة مختلفة، تم إستخدامها من قبل في الإحتفاظ يالزيوت، ومواد التنظيف، هي أوعية يتم إستعمالها خصيصا في استهداف الأخطبوطن، ما يشكل تهديدا للمصيدة المعنية، و أيضا بالبيئة البحرية في حالة تم افتقادها في البحر. فيما تسمح الوزارة الوصية في قرارها المنظم للإستغلال المصيدة الرخوية لقوارب الصيد التقليدي باستعمال 300 من القوارير (الغراف)، فيما يمنع الإدارة إستعمال الأقفاص، والسلال المطعمة من أجل صيد الأخطبوط.
وكانت مصادر مهنية محسوبة على ربابنة الصيد في الصيد الساحلي وأعالي البحار،قد أكدت إنتشار آلاف القنينات البلاستيكية أو الغراف، التي يتم إستعمالها بطرق غير مشروعة في صيد الأخطبوط بسواحل الداخلة. إذ لا يمكن رفع شباك الصيد، دون أن يكون بين المصطادات عشرات العبوات والغراريف البلاستيكية، خصوصا في الشريط الساحلي الممتد بين النقطتين البحريتين 24.00 و 24.40، والذي تحول بفعل تهور بعض مهنيي الصيد، لحزام من القرورات البلاستيكية، والفؤوس، إلى جانب الكثير من المتلاشيات التي تهدد مستقبل الأخطبوط بالمنطقة.
وكشفت دراسة حديثة قامت بها مؤسسة “بيغ ثينك” للاستطلاعات في وقت سابق ، أن حجم خيوط شباك الصيد التي يتم التخلص منها في المياه المالحة من طرف الصيد التجاري يمكن أن تدور حول الأرض أكثر من 18 مرة. إذ ووفق ذات الدراسة التي تعدة خلاصة للإستطلاعات التي أجرتها مؤسسة “بيغ ثينك” بسبعة من أكبر دول العالم في الصيد البحري، ضمنها المغرب لمعرفة كمية العتاد التي تدخل المحيط. حيث أجرى صحفيو المؤسسة مقابلات مع 450 صيادا، تم إستجوابهم حول كمية معدات الصيد التي يستخدمونها ويفقدونها سنويا، وما هي خصائص المعدات والسفن التي يمكن أن تزيد المشكلة سوءا. وشمل الإستطلاع أيضا، حجم السفن والخطاطيف، وما إذا كان الخطاف يتصل بقاع البحر، والكمية الإجمالية للمعدات التي تستخدمها السفينة.
ويستخدم الصيادون أنواعًا مختلفة من الشباك لصيد أنواع مختلفة من الأسماك. حيث خلصت الدراسة أن كمية الشباك التي تتناثر في المحيط كل عام، تشمل 740000 كيلومتر من الخيوط الطويلة، وما يقرب 3000 كيلومتر مربع من الشباك الخيشومية ، و218 كيلومترا مربعا من شباك الجر و75000 من الشباك السينية. كما يفقد الصيادون أكثر من 25 مليون وعاء ومصيدة وحوالي 14 مليار خطاف طويل كل عام. حيث تغطي هذه التقديرات مصايد الأسماك التجارية فقط، ولا تشمل كمية خيوط الصيد وغيرها من المعدات التي فقدها الصيادون الترفيهيون. فيما قدرت الدراسة أن ما بين 1.7 في المائة و 4.6 في المائة من جميع النفايات البلاستيكية البرية تنتقل إلى البحر. ما يجعل من المحتمل أن تتجاوز هذه الكمية معدات الصيد المفقودة.
ويمكن أن تتسبب معدات الصيد المفقودة ، والمعروفة باسم معدات الصيد الشبحية ، في أضرار اجتماعية واقتصادية وبيئية جسيمة. حيث تشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف من الحيوانات تموت كل عام من الصيد غير المتعمد في شباك الصيد. يمكن أن تستمر الشباك المهجورة في الصيد العشوائي لعقود خصوصا وأن معدات الصيد هي مصممة اساسا لصيد الحيوانات ، ما يؤكد أنها أكثر أنواع التلوث البلاستيكي إضرارًا بالبيئة. إذ تشير الدراسة أن 2 في المائة من من جميع معدات الصيد المستخدمة في جميع أنحاء العالم، تؤدي إلى تلويث المحيطات والبحار.
We Love Cricket