
تعيش مدينة الدار البيضاء، منذ أيام، على وقع سلسلة من السرقات غير المسبوقة بطلها طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره، أطلق عليه السكان لقب “الطفل الشبح”، نظراً لبراعته اللافتة في تنفيذ عملياته بطريقة توحي بخبرة تفوق سنّه الصغير.
ووفق شهادات متطابقة، انتشرت حالة من القلق وسط سكان عدد من الأحياء بعد تواتر حوادث سرقة متشابهة، وثّقتها كاميرات المراقبة التي أظهرت الطفل وهو يتحرك بثقة وهدوء مدهشين، ما أثار دهشة الأجهزة الأمنية والمواطنين على حد سواء.
هذا الوضع دفع السكان إلى المطالبة بتكثيف الجهود الأمنية لوضع حد لهذه السرقات، التي باتت تزرع الخوف بين الأسر، خاصة في ظل تكرارها واتساع رقعتها الجغرافية.
وتطرح هذه القضية أسئلة عميقة حول الدوافع الاجتماعية والنفسية التي قد تدفع طفلاً في هذا العمر إلى ارتكاب جرائم من هذا النوع، كما تعيد إلى الواجهة النقاش حول دور الأسرة والمدرسة ومؤسسات الرعاية في الوقاية المبكرة من الانحراف.
وفي المقابل، أكدت مصادر أمنية أن فرق البحث شرعت في تحليل تسجيلات المراقبة وتعقب تحركات الطفل، في محاولة لتوقيفه في أقرب وقت ممكن، مع الحرص على مراعاة وضعيته كقاصر وضمان حقوقه القانونية.
ويرى مراقبون أن الحل لا يكمن فقط في الملاحقة الأمنية، بل أيضاً في مقاربة تربوية واجتماعية شمولية تتيح إعادة تأهيل هذا الطفل، ومساعدته على الاندماج في المجتمع بعيداً عن عالم الجريمة المبكر.
We Love Cricket