
عرفت مدينة الدار البيضاء مؤخراً حملة واسعة أشرفت عليها السلطات المحلية استهدفت مجموعة من المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بعد تلقي شكايات من سكان أحياء درب ميلان وأولاد زيان، الذين تحولوا إلى نقاط تجمع رئيسية لهؤلاء المهاجرين منذ سنوات.
وفقاً لمصادر محلية، فقد جاءت الحملة في سياق محاولة السلطات لتخفيف الضغط عن الأحياء السكنية التي تعاني منذ فترة من مظاهر الفوضى، الضجيج، والمشاجرات اليومية بين بعض المهاجرين والمواطنين المغاربة. وأشار السكان إلى أن الوضع أصبح لا يطاق، خصوصاً خلال ساعات الليل، حيث تتكرر النزاعات بين المجموعات، إلى جانب انتشار بعض الممارسات والسلوكيات التي أثارت انزعاج الأسر المقيمة.
وأوضحت المصادر أن السلطات اعتمدت في تنفيذ هذه الحملة عمليات ترحيل منظمة، تم خلالها نقل عشرات المهاجرين عبر ثلاث حافلات إلى مناطق أخرى من المملكة، من بينها إقليم شيشاوة. وجاءت هذه الخطوة في إطار جهود استعادة النظام وتخفيف التوتر داخل الأحياء المتضررة، بما يضمن سلامة السكان واستقرار الحياة اليومية.
وأعرب بعض السكان عن ارتياحهم لهذه المبادرة، معتبرين أنها ستساهم في تهدئة الأوضاع وتحسين جودة الحياة داخل الأحياء. وفي المقابل، دعا آخرون إلى تبني حلول طويلة المدى تتعلق بتوفير الدعم الاجتماعي للمهاجرين وتنظيم سكنهم بما يحفظ حقوق الجميع ويجنبهم المخاطر والصدامات.
من جهة أخرى، شددت المصادر على أهمية التعامل مع هذه العمليات بشكل إنساني وقانوني، وضمان عدم تعرض المهاجرين لأي انتهاك أو إساءة أثناء الترحيل. كما أكدت على ضرورة تعاون مختلف المصالح الأمنية والاجتماعية لتوفير بدائل سكنية وتأهيلية للمهاجرين بعد نقلهم إلى مناطق جديدة، بما ينسجم مع حقوق الإنسان والقوانين الوطنية والدولية.
تُعد هذه الحملة الأخيرة في الدار البيضاء نموذجاً لتدخل السلطات المحلية لمعالجة المشكلات المرتبطة بتجمعات المهاجرين في الأحياء الحضرية، لكنها تفتح أيضاً نقاشاً حول أهمية إيجاد حلول مستدامة لمشاكل السكن والفوضى، بما يوازن بين حق السكان في بيئة آمنة وحقوق المهاجرين في العيش الكريم.
We Love Cricket