
اليقين / و م ع
في خطوة تعكس التزام المغرب الدائم بالسلام والتنمية، أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن الصحراء المغربية أصبحت اليوم واحة للأمن والاستقرار والاندماج الإفريقي والتنمية المشتركة، وذلك في سياق استعداد المملكة للاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
وخلال مداخلته أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس الأربعاء 15 أكتوبر 2025، شدد هلال على أن الصحراء المغربية تجسد اليوم أرضا للوحدة الوطنية والتقدم الشامل، مذكرا بأن المملكة انخرطت منذ سنة 1975، بشكل مستقل عن مسار العملية السياسية، في تطبيق الحق المشروع في التنمية لفائدة ساكنة الأقاليم الجنوبية.
وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن الاستثمارات التنموية في الأقاليم الصحراوية تشمل مشاريع كبرى مثل ميناء الداخلة الأطلسي، الطريق السريع تيزنيت-الداخلة، محطات الطاقة الشمسية والريحية، الجامعات والمستشفيات، والأقطاب التكنولوجية والمدارس المتميزة، ما جعل المنطقة ركائز حقيقية للانتقال الطاقي والنمو الاقتصادي ولتعزيز الوحدة الوطنية.
وفي مواجهة الدعوات المطالبة بـتقرير المصير كوسيلة للانفصال، أكد السفير أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تمثل صيغة مشروعة ضمن الممارسة الأممية لحل النزاعات، تتيح للساكنة المحلية تدبير شؤونها بشكل ديمقراطي ضمن سيادة المغرب، مع وجود برلمان منتخب وسلطة تنفيذية وهيئة قضائية مستقلة، بما يتماشى مع القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان.
وشدد هلال على أن حق تقرير المصير لا يمكن تأويله كحق في الانفصال، مؤكداً أن المبادرة المغربية تلقى دعما متزايدا من دول العالم، لما توفره من حل سياسي واقعي ومستدام، وهو ما أكده الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش الأخير، معتبراً الحكم الذاتي الحل الوحيد للنزاع حول الصحراء المغربية.
كما أبرز السفير الدور الاستراتيجي للأقاليم الجنوبية في تعزيز التعاون جنوب-جنوب والاندماج الإفريقي، مشيراً إلى المبادرات الملكية الكبرى مثل المبادرة الأطلسية من أجل النمو التضامني، ومشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، ومبادرة الساحل لفك العزلة وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي رسالة قوية إلى الأطراف التي تستغل معاناة ساكنة مخيمات تندوف، دعا هلال إلى تمكين المحتجزين من العودة إلى وطنهم الأم والمساهمة في ازدهار الصحراء المغربية، مؤكداً أن المأساة الإنسانية لم تعد ذريعة لإطالة النزاع.
واختتم السفير مداخلته بالتأكيد على التزام المغرب الثابت تجاه حل سياسي واقعي ودائم للنزاع، قائم على التوافق وتحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة، مستذكراً خطاب الملك الذي دعا فيه إلى حل لا غالب فيه ولا مغلوب يحفظ ماء وجه جميع الأطراف.
We Love Cricket



