آخر الأخبار

الشعباني لليقين: الحكومة أخطأت في قراءة احتجاجات الجيل الرقمي


اليقين/ نجوى القاسمي


شهدت العديد من المدن المغربية مؤخرا سلسلة من الاحتجاجات الشبابية التي عبر فيها جيل Z عن رفضه للوضع الاجتماعي المتردي، والمطالبة بتحسين أوضاع التعليم والصحة والتشغيل، ورفض أي شكل من أشكال الفساد أو المساواة غير المحققة. إلا أن الطابع الرقمي للجيل الجديد أبرزها وأعطاها بعدا إعلامي غير مسبوق، خاصة مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيكتوك وإنستغرام للبث المباشر والتفاعل الفوري.
الاحتجاجات جرس إنذار للدولة والأحزاب
وفي هذا السياق، أكد أستاذ علم الاجتماع، علي الشعباني، أن الاحتجاجات الأخيرة تعكس صبغة جيل Z، الذي يرى في التعبير الرقمي وسيلة لإيصال صوته ومطالبه المشروعة. وقال الشعباني لجريدة اليقين:
“ما يجب أن ننتبه إليه هو أن هذه الاحتجاجات ليست مفاجئة، فقد سبقها احتجاجات في قطاعات مختلفة. لكن صبغة هذا الجيل وجهت الأنظار إليهم، حيث اعتبر الشباب المحتجون أن مواقع التواصل الاجتماعي هي وسيلة للتعبير عن مطالبهم في الصحة والتعليم والتشغيل، وهي قضايا عادلة ومشروعة.”
وأضاف أن الشباب اصطدموا في الواقع بالسلطة العمومية، مشيرا إلى أن كل ما يروج على المنصات الرقمية يسعون لتطبيقه على أرض الواقع، ما خلق تصادما مع المؤسسات التقليدية.
وأوضح الشعباني:
“قرأت الحكومة هذه الاحتجاجات قراءة خاطئة، باعتبار هذا الجيل صغيرا لا يدرك ما عليه، وفهمتهم على أنهم بحاجة إلى تربية بالقوة، دون أن تضع في الحسبان أن شباب اليوم تربوا على الإنترنت ووسائل التعبير الحر، ولا يمكن إسكاتهم بسهولة

دروس للحكومة والأحزاب
وأكد علي الشعباني أن ما وقع يشكل درسا مهما لكل من الأحزاب والدولة، قائلا:
“الأحزاب تبدو متجاهلة وغير مدركة لطبيعة هذا الجيل، وهو ما يفرض البحث عن حلول فورية للعدالة الاجتماعية، تشمل الحد من الغلاء وتحسين الصحة والتعليم. التاريخ العالمي يقدم أمثلة على دول انتقلت من حروب أهلية إلى استقرار اجتماعي بفضل معالجة القضايا الاجتماعية، مثل إثيوبيا ورواندا.”
يذكر أن هذه الاحتجاجات أظهرت الفجوة بين الطموحات الرقمية للشباب والواقع الاجتماعي والسياسي، ما يفرض على الدولة والأحزاب الانتباه لمطالب هذا الجيل قبل أن تتفاقم الاحتجاجات وتتحول إلى أزمة أوسع.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى