
اليقين/ نجوى القاسمي
تحوّل شارع محمد الخامس بالرباط، صباح اليوم الاربعاء 22 اكتوبر الجاري، إلى منصة احتجاجية مفتوحة لعدد من الصحافيين والناشرين، الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم لمشروع قانون المجلس الوطني للصحافة، معتبرين أنه يشكل تراجعاً خطيراً عن المكتسبات الديمقراطية التي راكمها الجسم الإعلامي المغربي خلال العقود الأخيرة.
ورُفعت خلال الوقفة الاحتجاجية شعارات ولافتات حادة تعبّر عن جوهر الموقف المهني: «لا للمس بتمثيلية النقابات المهنية ضرب مبدأ الانتخاب هو ضرب للديمقراطية»، «الصحافة الرياضية تحتضر فهل من منقذ ولا لتغوّل السلطة التنفيذية على التنظيم الذاتي للمهنة

في مشهد حمل رسالة واضحة مفادها أن أي مساس باستقلالية التنظيم الذاتي سيُقابَل برفض واسع من مكونات القطاع.
الهيئات النقابية والمهنية المنظمة للوقفة، وفي مقدمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية، والفيدرالية المغربية لناشري الصحف، والجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال، والنقابة الوطنية للإعلام والصحافة، والكونفدرالية المغربية لناشري الصحف والإعلام الإلكتروني، اعتبرت أن المشروع الحكومي المقترح «يضرب في العمق فلسفة التنظيم الذاتي للمهنة وهي الفلسفة التي تأسست على مبادئ واضحة: الانتخاب، التعددية، الاستقلالية، والديمقراطية.

ووفق تصريحات المشاركين، فإن تمرير هذا المشروع بصيغته الحالية سيحول المجلس الوطني للصحافة من هيئة مستقلة تمثل مهنيي القطاع إلى مؤسسة خاضعة لوصاية السلطة التنفيذية، بما يفقده جوهره كآلية لتنظيم المهنة من داخلها وبمعايير مهنية وأخلاقية.
كما انتقدوا ما وصفوه بـغياب المقاربة التشاركية إذ لم تتم استشارة ممثلي الصحافيين والناشرين بشكل كاف قبل صياغة مضامين المشروع.
وتؤكد مختلف مكونات الجسم الصحافي أن المعركة ليست فقط حول مضامين قانون، بل حول مبدأ جوهري يتعلق بحق المهنيين في تسيير شؤونهم وتنظيم مهنتهم بشكل مستقل عن أي وصاية سياسية أو إدارية. وقد رفعت النقابات شعارا مركزيا لخص جوهر الموقف جميعا من أجل تنظيم ذاتي لمهنة الصحافة والنشر، مستقل، منتخب، وديمقراطي
ويأتي هذا التصعيد المهني في لحظة حساسة يشهد فيها المشهد الإعلامي المغربي تحولات متسارعة، وسط مطالب متزايدة بضمان حرية واستقلالية الصحافة وتحصينها من أي تدخلات قد تمس بمصداقيتها ووظيفتها الحيوية في المجتمع.
We Love Cricket