
اليقين/ نجوى القاسمي
خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، طرح عبد اللطيف مستقيم، رئيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، سؤالا محوريا على كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الحسن السعدي، حول الوضعية المهنية والاقتصادية للصناع والحرفيين التقليديين، الذين يعيشون ظروفاً صعبة على الرغم من الأهمية الكبيرة للقطاع في الاقتصاد الوطني.
وأكد مستقيم أن الصناعة التقليدية تشكل ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، حيث تسهم بنسبة 7% من الناتج الداخلي الخام، وتشغل أكثر من مليوني ونصف المليون عامل، فضلاً عن كونها وسيلة للحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي للبلاد.
غير أن هذه الأهمية الاقتصادية والثقافية لم تنعكس بعد على حياة الصناع التقليديين، الذين يواجهون اليوم ضغوطا مزدوجة نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة والمنافسة غير المتكافئة. وأوضح المتحدث أن العديد من الحرف التقليدية باتت مهددة بالانقراض نتيجة صعوبات التسويق، وارتفاع أسعار المواد الأولية، وتعدد الوسطاء الذين يتحكمون في الأسعار، ما يزيد من هشاشة وضع الصناع ويحد من قدرتهم على ترويج منتجاتهم بشكل فعّال.
كما أشار رئيس الاتحاد إلى أن التطور التكنولوجي المتسارع ساهم في تفاقم الأزمة، حيث أصبحت المعدات والآلات الحديثة تهدد استمرار الحرف العريقة، مثل صناعة الفخار، والنقش على الخشب والنحاس، والنسيج اليدوي، والزليج التقليدي، إضافة إلى صناعة الزرابي.
وفي هذا السياق، شدد مستقيم على أن محدودية الإمكانيات المادية واللوجستيكية لدى التعاونيات والصناع التقليديين، خصوصاً في المناطق النائية التي تعتمد على التسويق الموسمي أو انتظار الزبائن، تفرض تدخل الدولة بشكل عاجل عبر إجراءات عملية وفعالة لدعم تنافسية القطاع وحماية الصناع التقليديين من الانقراض.
وأشار إلى أن تعزيز برامج الدعم والتكوين، وتسهيل الوصول إلى الأسواق وبدائل التسويق، وتوفير تمويل ميسر للتعاونيات والمقاولات الصغيرة، يمثل الحل الأمثل للحفاظ على هذا القطاع الحيوي الذي يجمع بين القيمة الاقتصادية والتراث الثقافي للمغرب.
We Love Cricket




