
اليقين/ نجوى القاسمي
كشفت منصة «الما ديالنا»، التابعة لوزارة التجهيز والماء، عن واقع مائي هش يواجه المغرب، حيث بلغت نسبة ملء السدود على الصعيد الوطني 32.4% فقط، أي ما يعادل 5441 مليون متر مكعب من المياه. هذه الأرقام تؤشر إلى تحديات كبرى أمام إدارة الموارد المائية، خصوصا في ظل سنوات الجفاف المتكررة وتراجع التساقطات المطرية في مختلف المناطق.
تفاوت حاد بين الأحواض المائية
تشير المعطيات إلى تفاوت كبير بين مختلف الأحواض، إذ بينما تحافظ بعض السدود على مستويات مقبولة، تبدو أخرى في حالة إنذار. ففي حوض أم الربيع، على سبيل المثال، لا تتجاوز نسبة الملء 10%، بمخزون يبلغ 499.7 مليون متر مكعب، ليصبح بذلك من بين أكثر الأحواض تضررا.
ومع ذلك، تسجل بعض السدود الفرعية بالمغرب ارتفاعات ملحوظة، مثل سيدي إدريس بنسبة 84% وتيمينوتين بنسبة 80%، بينما تظل سدود أخرى شبه فارغة، على غرار المسيرة (2%) وإيمفوت (3%).
في المقابل، يقدم حوض اللوكوس شمال المملكة مؤشرات أفضل، حيث وصلت نسبة الملء إلى 47.1% بمخزون قدره 900.6 مليون متر مكعب. ويبرز في هذا الحوض عدة سدود رئيسية بمستويات ملء مرتفعة، أبرزها سد شفشاون (85%) والشريف الإدريسي (84%) وواد المخازن (76%)، ما يعكس فاعلية البنية التحتية المائية في هذه المنطقة التي استفادت من وفرة نسبية في التساقطات.
أما حوض سبو، أحد أهم الأحواض الاقتصادية في المغرب، فيظهر استقرارا نسبيا، إذ بلغت نسبة الملء فيه 42.5%، أي ما يعادل 2362.8 مليون متر مكعب. وتتقدم سدود مثل علال الفاسي (97%) والمنع سبو (78%) وبوهودة (75%) القائمة، رغم تسجيل بعض السدود الفرعية كـالقنصرة 22% فقط.
على الجانب الشرقي، يسجل حوض ملوية وضعا مقلقا، إذ لم تتجاوز نسبة الملء 29.2%، بمخزون إجمالي قدره 210 ملايين متر مكعب
ورغم اعتماد الحوض على سدود محددة ذات مستويات جيدة، مثل سد على واد الزا (100%) ومشرع حمادي (64%)، إلا أن سدوداً محورية كـمحمد الخامس لا تتجاوز نسبتها 25%، ما يعكس هشاشة الوضع المائي بالمنطقة الشرقية.
في ظل هذه المعطيات، يصبح تدبير المياه واستدامة الموارد المائية أولوية وطنية قصوى، في مواجهة تقلبات المناخ وتحديات الأمن المائي المستقبلي.
We Love Cricket