آخر الأخباررياضة

المغرب ومالي.. مواجهة تحسم التأهل وتختبر جاهزية أسود الأطلس

اليقين/ نجوى القاسمي

تشد الجماهير المغربية أنظارها، مساء الجمعة 26 دجنبر 2025، إلى مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، حيث يخوض المنتخب المغربي لكرة القدم مواجهة مفصلية أمام منتخب مالي لكرة القدم، ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات لـكأس إفريقيا للأمم في نسختها الخامسة والثلاثين، التي تحتضنها ملاعب المملكة إلى غاية 18 يناير المقبل.

الرهان واضح من حيث الشكل: فوز مبكر يضمن بطاقة العبور ويجنب حسابات معقدة في الجولة الأخيرة. غير أن السؤال الجوهري يفرض نفسه بقوة: هل يملك أسود الأطلس الجاهزية الكاملة لحسم التأهل أمام خصم يختلف تماما عن مباراة الافتتاح؟

المنتخب الوطني يدخل اللقاء مدعوما بعاملي الأرض والجمهور، وبسلسلة تاريخية من النتائج الإيجابية جعلته يتربع على الرقم القياسي العالمي لأطول سلسلة انتصارات متتالية (19 فوزا)، مع تطلع مشروع لتحقيق الانتصار العشرين تواليا.

ومنذ نسخة الغابون 2017، اعتاد المنتخب المغربي تجاوز الدور الأول، ما يجعل الخروج المبكر سيناريو مستبعدا نظريا، لكنه يظل واردا عمليا إن لم تعالج بعض الاختلالات التي ظهرت في اللقاء السابق، خصوصا على مستوى النجاعة الهجومية وربط خطوط الوسط والهجوم.

مواجهة مالي لا تشبه مباراة جزر القمر، لا من حيث الإيقاع ولا من حيث الضغط ولا من حيث الجودة الفردية. وهو ما يطرح إشكالية مدى قدرة وليد الركراكي على التأقلم السريع مع خصم يفرض صراعا بدنيا وتكتيكيا عاليا

الركراكي نفسه لم يخف صعوبة الاختبار، حين وصف المباراة بأنها صعبة للغاية وتشكل امتحانا حقيقيا للطرفين، مؤكدا أن مالي تتوفر على لاعبين ذوي إمكانيات عالية وتجربة قارية محترمة، ما يفرض الاستعداد الذهني والتكتيكي بأعلى مستوى.

وفي خضم هذه المعطيات، تبرز نقطة استفهام إضافية تتعلق بالخيارات البشرية، خاصة ما يرتبط بمشاركة أشرف حكيمي، حيث فضل الناخب الوطني الإبقاء على الغموض، دون الحسم في إشراكه أساسيا أو الاكتفاء بدقائق محدودة، في خطوة تعكس توازنا دقيقا بين الرغبة في الحسم المبكر والحفاظ على الجاهزية البدنية للاعبين الأساسيين.

بين طموح التأهل المبكر، وضغط الأرقام القياسية، وقوة الخصم، تبقى مواجهة مالي اختبارا حقيقيا لمدى نضج المنتخب الوطني، ليس فقط كمرشح للعبور، بل كأحد أبرز المنافسين على لقب القارة.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى