
بدأ المغرب تنفيذ خطة طموحة تستهدف إنتاج 100 ألف سيارة كهربائية سنويًا، في وقت يشهد فيه هذا القطاع نموًا متزايدًا، حيث ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 52% خلال عام 2024.
ولمواكبة هذا التحول، تخطط المملكة لتوسيع شبكة شحن السيارات الكهربائية، إذ تعتزم رفع عدد محطات الشحن من حوالي 1000 محطة حالياً إلى 3500 محطة بحلول عام 2026، ما يعزز مكانتها كفاعل أساسي في التحول الطاقي بالقارة الإفريقية.
وفي سياق متصل، انطلقت في يوليوز 2025 أشغال توسعة مجمع “ستيلانتيس” الصناعي بمدينة القنيطرة، باستثمار ضخم يناهز 1.4 مليار دولار. ويهدف المشروع إلى مضاعفة إنتاج المحركات ثلاث مرات، إلى جانب تعزيز إنتاج السيارات الكهربائية، وذلك في إطار خطة لرفع الطاقة الإنتاجية الوطنية من 700 ألف سيارة سنة 2024 إلى مليون سيارة في 2025.
وقد استفاد هذا المشروع الصناعي من تحفيزات حكومية، تشمل إعفاءات ضريبية ومنح أراضٍ مجانية، ما يسهم في تعميق اندماج المغرب في سلاسل القيمة العالمية لمجموعة “ستيلانتيس”.
ويأتي هذا التوسع ضمن تنافس إقليمي محتدم بين المغرب وجنوب إفريقيا حول ريادة صناعة السيارات في القارة. فرغم أن جنوب إفريقيا ما تزال أكبر قاعدة للإنتاج والاستهلاك، إلا أنها تواجه تحديات هيكلية بسبب المنافسة الصينية، وتداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة بنسبة 25%، والتي أوقفت صادرات شركات مثل بي إم دبليو ومرسيدس بنز نحو السوق الأمريكية.
كما أن التوجه العالمي نحو السيارات الكهربائية يضع صناعة السيارات الجنوب إفريقية أمام مخاطر كبيرة، إذ إن القرارات الأوروبية والبريطانية الرامية إلى حظر سيارات محركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035، قد تؤدي إلى فقدان البلاد لما يصل إلى 75% من صادراتها، ما لم تسارع إلى تبني التحول نحو السيارات النظيفة.
We Love Cricket