آخر الأخبارسياسة

الناطق الرسمي للحكومة: دفاع بالأرقام في مواجهة واقع مثقل بالأعطاب

اليقين/ نجوى القاسمي

في حلقة برنامج “صدى الأحداث”، خاض الصحافي نوفل عواملة حوارا  محتدما مع الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي حرص على استعراض الأرقام الضخمة المخصصة لقطاعي التعليم والصحة، مؤكدا أن الحكومة خصصت لهما أكثر من 100 مليار درهم، بينها 85 مليارا للتعليم و 32 مليارا للصحة.

رغم هذه الأرقام المثيرة للإعجاب، بدا حديث الناطق الرسمي وكأنه يدور في فلك الدفاع عن الحكومة أكثر من كونه إجابة حقيقية عن إشكالات المواطنين. إذ ربط الاستثمارات التعليمية بالانتقال الاجتماعي، مشيرا إلى أن المدرسة هي السبيل الوحيد من اجل قيام الأسر بمهامها

وأشار الناطق الرسمي باسم الحكومة إلى الاتهامات الموجهة إليها بخصوص نية خوصصة قطاعي التعليم والصحة، قائلاً إن الحكومة لا يمكن أن تكون بصدد الخوصصة وهي تضخ مليارات الدراهم للنهوض بالقطاعين، متسائلا “هل من يريد الخوصصة يمنح كل هذه الأموال؟”


لكن ما أغفله الناطق الرسمي باسم الحكومة هو أن الأموال وحدها لا تكفي؛ فالمشكل الحقيقي لا يكمن في حجم الاستثمارات، بل في غياب آليات دقيقة للمتابعة والتقييم، التي تضمن أن لا تتحول هذه المليارات إلى مجرد أرقام على الورق أو مشاريع ظرفية بلا أثر ملموس. فالإصلاح الحقيقي لا يقاس بما يعلن من أرقام، وإنما بما يلمسه المواطن في المدرسة والمستشفى، وهو ما لا يزال بعيد المنال.

اللقطة الأبرز في الحلقة كانت عندما تناول الصحافي مطالب الشباب المحتج، الذين لا يطالبون بالحوار بل بالاستقالة. هنا، رد الناطق الرسمي بكل جرأة دفاعية “هل أنت الناطق الرسمي باسم الشباب، محاولة لرفض السؤال بدل التعامل مع جوهره، وهو ما يترك انطباعا بأن الحوار الرسمي مع المجتمع لا يقوم على الاستماع بل على الدفاع عن الذات.

كما ألقى الناطق الرسمي باللوم على الإعلام والأسرة، متحدثا عن تخلّي هذه المؤسسات عن مسؤولياتها التربوية والاجتماعية، فيما قدمت الحكومة نفسها كجهة فاعلة عبر برامج تعليمية اشار الى مدارس الريادة

لكن الغياب الواضح لرؤية استراتيجية واضحة وواقعية يطرح تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة على معالجة الاختلالات البنيوية في هذه القطاعات.

وفي نهاية الحلقة، بدا جليا أن الأرقام الكبيرة والبرامج المعلنة لا تكفيان لتغطية الفجوة بين التطلعات الشعبية وواقع الخدمات، ما يجعل حديث الناطق الرسمي يبدو أقرب إلى خطاب إعلامي دفاعي يفتقد للموضوعية والجرأة في مواجهة نقد المجتمع.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى