جهات

الهشاشة العمرانية بمدينة فاس

تصنف مدينة فاس ضمن اهم المدن المغربية التي تمتاز بتاريخ عريق على الصعيد العالمي حيث ساهمت في بروز مجموعة من العلماء و المفكرين والفلاسفة العرب الذين تخرجو من جامعة القرويين مما جعلها تعتبر مدينة العلم و الحضارة وكانت ولزالت محفوظة في قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ 1981 نظراً لأحيائها العتيقة والأسوار التاريخيةوالبوابات العريقة.
فالبرغم من مكانتها التاريخية و الثقافية اصبحت فاس تدخل ضمن المدن المهمشة المغربية نسبيا مقارنة باهتمامها بالمشاريع الكبرى لكأس العالم و الاشتغال في التجهيزات بما في ذلك البنية التحتية للطرق و الملاعب و الفنادق و جل المناطق الظاهرة الرئيسية و بالتالي تم تدهور الاحياء المعمقة في المدينة و الانشغال بالواجهة فقط وهذا ما جعل مجموعة من المباني تنهار نتيجة الاهمال و الانشغال بكأس العالم فقط
على سبيل الذكر انهيار عمارتين في حي المسيرة، ليلة الثلاثاء 9 دجنبر 2025 أسفر ت عنها وفاة 22 شخصًا ووقوع جرحى آخرين. مما جعل هذه الحادثة المأساوية تسلط الضوء على هشاشة المباني القديمة وسوء متابعة السلطات المحلية للبنية العمرانية في الأحياء الشعبية.
إن ما حدث في حي المسيرة بفاس يذكّر الجميع بأن التراث العمراني والحياة الإنسانية لا يمكن التضحية بهما من أجل مشاريع ظاهرية مؤقتة. ولا بد من تدخل عاجل من السلطات المحلية والمجتمع المدني لضمان السلامة العمرانية والحفاظ على المدينة التاريخية. إن معالجة أسباب الهشاشة العمرانية مسؤولية مشتركة بين السلطة والمواطن، ويجب وضع خطط شاملة للحفاظ على حياة السكان وتراث المدينة على حد سواء.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى