اليقين/ بلاغ
أقدمت الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية ومحاربة الرشوة (INPPLC) على خطوة وُصفت بالسابقة في مسار مكافحة الفساد بالمغرب، إذ قررت تعليق تنفيذ صفقة إعداد خريطة المخاطر المرتبطة بالفساد في قطاع الصحة، وذلك عقب ورود معطيات تفيد بوجود شبهة تضارب مصالح قد تطال المكتب المكلف بتنفيذ المشروع. ويُعد هذا القرار مؤشرًا واضحًا على توجه الهيئة نحو تكريس الشفافية وتعزيز النزاهة في تدبير الصفقات العمومية.
ففي 15 أكتوبر الجاري، أعلنت الهيئة تعليق الصفقة التي كانت قد أُطلقت في شتنبر من السنة نفسها، والتي آلت إلى شركة “Forvis Mazars” بقيمة مالية قدرها 2.3 مليون درهم. ووفق البلاغ الصادر عنها، فقد تم توقيف تسليم أمر الخدمة إلى حين البت في الملف من قبل اللجنة الوطنية للصفقات العمومية (CNCP)، التي يُنتظر أن تقدم رأيا حاسما في هذه القضية.
وفي سياق موازٍ، فتحت الهيئة تحقيقا معمقا لتحديد مدى صحة الادعاءات المتعلقة بتضارب المصالح، خصوصًا بعد إثارة علاقة الشركة المذكورة بوظيفة مراقب الحسابات لمجموعة “Akdital” الاستشفائية. ويهدف هذا التحقيق إلى التحقق مما إذا كانت هذه العلاقة قد تؤثر على نزاهة المشروع الذي يُعنى بتقييم مخاطر الفساد في قطاع الصحة، وهو قطاع يُعد من الأكثر حساسية نظراً لارتباطه المباشر بحياة المواطنين.
وتؤكد هذه الإجراءات حرص الهيئة على احترام المعايير الدستورية والدولية ذات الصلة بالوقاية من تضارب المصالح، وتعزيز مبادئ الشفافية والمساواة وتكافؤ الفرص في تدبير الشأن العام. كما تسعى الهيئة من خلال هذه الخطوة إلى تحصين مسار الصفقات العمومية ضد أي ممارسات قد تمس بمصداقيتها أو تثير الشكوك حول نزاهتها.
وفي هذا الإطار، شددت الهيئة على أنها ستُطلع الرأي العام على القرار النهائي لمجلسها، الذي سيُتخذ بناءً على رأي اللجنة الوطنية للصفقات العمومية ونتائج التحقيقات الجارية. وهو ما يعكس، من جهة أخرى، تمسكها بثقافة التواصل المؤسساتي المسؤول، ومن جهة ثانية، إصرارها على حماية سمعتها ومصداقيتها باعتبارها هيئة دستورية مستقلة.
ولا شك أن هذه الخطوة تعزز الثقة في المؤسسات العمومية، كما تبرز أهمية التحرك الاستباقي للتعامل مع أي شبهة يمكن أن تمس نزاهة الصفقات العمومية، لاسيما في القطاعات الحيوية التي تتطلب أعلى درجات الشفافية والرقابة.
We Love Cricket
