انهيار منزل مهجور بطنجة يعيد كابوس بنايات الموت إلى الواجهة

اليقين/ نجوى القاسمي

ليلة ثقيلة عاشها حي كورزيانة بمنطقة بنديبان في طنجة مساء أمس الاثنين، بعدما انهار منزل مهجور بفعل التساقطات المطرية الغزيرة، في حادث أعاد إلى الواجهة كابوس الدور المتهالكة التي تهدد سكان المدينة كل موسم شتاء.

الحادث، الذي أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح وخسائر مادية معتبرة، استنفر مختلف الأجهزة المحلية، حيث هرعت إلى موقع الانهيار عناصر الوقاية المدنية والأمن الوطني وممثلو السلطة الترابية، وتم تطويق المكان وفتح تحقيق ميداني لتحديد الأسباب الدقيقة التي أدت إلى سقوط البناية.

وبحسب ما عاينته السلطات، فقد تحركت الفرق المختصة للقيام بالإجراءات اللازمة، وسط دعوات ملحّة لتحميل المسؤوليات وترتيب الآثار القانونية في ظل تكرار هذه الحوادث التي باتت هاجسا مؤرقا للأسر.

وفي محيط الحادث، عبّر عدد من السكان عن مخاوفهم المتزايدة من انتشار المنازل والمباني المهجورة في العديد من الأحياء الشعبية والعتيقة بطنجة، حيث تحولت، حسب تعبيرهم، إلى بنايات موت تهدد حياتهم وحياة أطفالهم، وتشكل خطر بيئيا وصحيا واجتماعيا فضلا عن كونها مصدر إزعاج ومساس بالسلامة العامة.

هذا الانهيار أعاد طرح سؤال مؤلم يتكرر مع كل مأساة مشابهة:إلى متى ستظل المنازل المتداعية في طنجة قنابل موقوتة معلّقة فوق رؤوس السكان؟فالأسر هنا تعيش بين جدران متشققة، والخطر يتربص بهم عند كل تساقط للأمطار أو اهتزاز بسيط في البنية الهرمة لهذه البيوت، في انتظار تدخل شامل يضع حدا لسلسلة من الكوارث المتوقعة.