برادة: الأداء الرياضي العالي بالمغرب ثمرة تخطيط استراتيجي وليس صدفة

اليقين/ نجوى القاسمي

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أن الأداء الرياضي العالي في المغرب لم يعد رهين الصدفة أو الاجتهاد الظرفي، بل أصبح ثمرة تخطيط استراتيجي وعلمي دقيق، يفرض، حسب تعبيره، الارتقاء بالنظام الرياضي الوطني ومواكبته للتحولات العالمية المتسارعة.

وأوضح الوزير، في كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال المنتدى الدولي للرياضة، المنظم من طرف مجلس النواب يوم الخميس 18 دجنبر 2025 بالرباط، أن وزارته تنخرط في مسار إصلاحي شامل يقوم على تعزيز الحكامة الجيدة، وتكريس التنسيق المؤسساتي في تدبير الشأن الرياضي، لاسيما عبر إبرام عقود استراتيجية مع اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية والجامعات الرياضية.

وفي السياق ذاته، أبرز برادة أن الحكومة تراهن على الدبلوماسية الرياضية كأداة للإشعاع الدولي، من خلال استضافة التظاهرات الكبرى، وتعزيز حضور المغرب داخل الهيئات الرياضية القارية والدولية، بما يرسخ مكانته كفاعل رياضي إقليمي ودولي.واعتبر الوزير أن نجاعة هذا التوجه الاستراتيجي تجسدت في تحقيق إنجازات غير مسبوقة، أبرزها بلوغ المنتخب الوطني لكرة القدم نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز، إلى جانب التتويج بكأس العالم للناشئين تحت 20 سنة، فضلا عن النجاحات المحققة في الألعاب الأولمبية، خاصة عبر العداء سفيان البقالي، إضافة إلى تألق المنتخبات الوطنية النسوية وداخل القاعة.

وعلى مستوى البنيات التحتية، أشار المسؤول الحكومي إلى أن المغرب عرف تحولا عميقا في تجهيزاته الرياضية، مكنه من نيل شرف احتضان تظاهرات كبرى، من بينها كأس أمم إفريقيا 2026 وكأس العالم 2030، مع مواكبة ذلك بتوسيع شبكة ملاعب القرب ودعم إحداثها وتدبيرها.غير أن برادة شدد على أن هذه الإنجازات لا تعفي من تحمل المسؤولية الجماعية في مواجهة الاختلالات البنيوية التي لا تزال تعتري المنظومة الرياضية، خصوصا في ما يتعلق بالرياضات الأولمبية، داعيا إلى معالجة الإكراهات بروح نقدية ومسؤولة.

وفي هذا الإطار، اعتبر الوزير أن المنتدى الدولي للرياضة يشكل محطة مفصلية لبلورة خارطة طريق وطنية قادرة على الارتقاء بالرياضة المغربية إلى مستوى التحديات العالمية، مؤكدا التزام الحكومة بمواكبة توصياته والعمل المشترك مع المؤسسة التشريعية ومختلف الشركاء.

كما أعلن عن عزم الوزارة مراجعة الإطار القانوني المؤطر للقطاع عبر تحيين القانون رقم 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة، بما يضمن ملاءمته مع متطلبات الاحتراف والتحولات المؤسساتية، وتعزيز الحكامة والشفافية داخل المنظومة الرياضية.

وفي بعده الترابي، شدد برادة على ضرورة تفعيل الجهة كرافعة أساسية للنهوض بالرياضة، من خلال إحداث مجالس وهيئات جهوية، وتنزيل مخططات للتنمية الرياضية الجهوية، معتبرا أن اللامركزية الرياضية أضحت خيارا استراتيجيا لا محيد عنه.

كما أبرز أن إصلاح مسالك التكوين يمر عبر تطوير برامج اكتشاف المواهب، وتأهيل مراكز التكوين الوطنية، وتعزيز برنامج رياضة ودراسة، إلى جانب تنمية العمل التطوعي، بما يضمن تأطيرا تقنيا عالي الجودة.من جهته، أكد رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العالمي، أن تنظيم هذا المنتدى يندرج في إطار اهتمام المؤسسة التشريعية بتقييم السياسات العمومية الرياضية، انسجاما مع الصلاحيات الدستورية المخولة للبرلمان، مبرزا أن الرياضة تظل فضاء لترسيخ قيم التعارف والتسامح والانفتاح.

بدوره، أوضح عبد الرحيم شهيد رئيس اللجنة الموضوعاتية لتقييم السياسات الرياضية 2008–2029، أن المغرب جعل من الرياضة أداة لتعزيز قيم التعايش والحوار والتضامن بين الشعوب، في انسجام مع انخراطه في بناء منظومة إنسانية قائمة على التفاهم والانفتاح.