
أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أن ورش تعميم التعليم الأولي حقق نتائج إيجابية وملموسة في العالم القروي تفوق تلك المسجلة في الوسط الحضري، معتبرا أن هذه الحصيلة تعكس نجاعة التدخلات الموجهة للمناطق القروية والهشة خلال السنوات الأخيرة.
وجاء تصريح الوزير خلال لقاء رسمي خصص لتقييم تقدم تنزيل برامج إصلاح المنظومة التعليمية، حيث أوضح أن نسب التغطية في التعليم الأولي بالعالم القروي شهدت تطورا لافتا بفضل اعتماد شراكات مع جمعيات محلية، وتوسيع شبكة وحدات التعليم الأولي داخل المدارس العمومية، إضافة إلى الدعم المؤسساتي والمالي الذي وفرته الدولة.
وأوضح برادة أن التعليم الأولي في الوسط القروي استفاد من مقاربة القرب، ما ساهم في تعزيز إقبال الأسر على تسجيل أبنائها، وتقليص الفوارق المجالية، وتحسين فرص التمدرس المبكر للأطفال، خاصة في المناطق التي كانت تعاني من ضعف العرض التربوي.
في المقابل، أشار الوزير إلى أن تعميم التعليم الأولي في المدن يواجه تحديات من طبيعة مختلفة، أبرزها الاكتظاظ، وارتفاع كلفة التعليم الخصوصي، وصعوبة إدماج بعض الوحدات داخل المؤسسات التعليمية القائمة، فضلا عن محدودية الوعاء العقاري في عدد من الأحياء الحضرية.
وأكد المسؤول الحكومي أن الوزارة تعمل على معالجة هذه الإكراهات من خلال تسريع وتيرة إحداث وحدات جديدة للتعليم الأولي بالمدن، وتعزيز الشراكات مع الجماعات الترابية والقطاع الخاص، مع الحرص على ضمان جودة التأطير التربوي وتحسين وضعية المربيات والمربين.
وشدد برادة على أن تعميم التعليم الأولي يظل ركيزة أساسية لإصلاح المدرسة العمومية، لما له من دور محوري في تحسين التعلمات الأساسية، وتقليص الهدر المدرسي في المراحل اللاحقة، مبرزا أن الهدف ليس فقط تعميم الولوج، بل أيضاً الارتقاء بجودة هذا النمط التعليمي.
ويعد ورش التعليم الأولي من بين الأوراش الاستراتيجية التي أطلقتها الدولة خلال العقد الأخير، حيث راهن على تحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص منذ السنوات الأولى للتمدرس، مع إيلاء عناية خاصة للفئات الاجتماعية والمجالية الأكثر هشاشة
We Love Cricket




