بركة يدين الفساد من المنصة الحزبية.. فهل يملك حزب الاستقلال الجرأة لتصحيح المسار؟

اليقين/نجوى القاسمي

في إطار سلسلة اللقاءات التواصلية التي أطلقها حزب الاستقلال مع الشباب امس الأحد 2 نونبر الجاري، شهد ملتقى “الميزان للشباب 2.0، حضورا لافتا لأمينه العام نزار بركة، الذي اختار أن يوجه خطابه مباشرة إلى الجيل الجديد، في محاولة لإعادة ربط الحزب بجمهور فتي فقد الثقة في العمل السياسي والمؤسساتي، على غرار ما أفرزته ظاهرة “جيل Z” من عزوف واسع عن المشاركة السياسية.

بركة، الذي تحدث أمام أكثر من 1500 شابة وشاب من مختلف جهات المملكة، لم يُخفِ تشخيصه القاتم للوضع، قائلا إن الفساد ما زال مستشريا بل ازداد خلال السنوات الأخيرة، مستدلا بما وصفه بـرقم قياسي غير مسبوق في عدد المتابعات القضائية التي شملت برلمانيين، منتخبين، قضاة وموظفين.

ورغم الإقرار بجهود المراقبة والزجر، شدّد بركة على أن أصل الداء ليس في القوانين بل في القيم، قائلا إن المعقول أصبح أقل نجاحا، بينما المفسدون يُكرَّمون ويحظون بالتقدير، في إشارة تحمل نقدا واضحا للمنظومة الاجتماعية التي سمحت بتطبيع الفساد كـسلوك ناجح

اللقاء الذي اندرج ضمن الحملات التواصلية للحزب مع الشباب، كشف عن توجه جديد في الخطاب السياسي لقيادة الاستقلال، إذ ركز بركة على ضرورة تجديد العلاقة مع الجيل الجديد الذي بات يُعبّر عن وعي مختلف ورؤية نقدية للسياسة والعمل الحزبي.

وفي لحظة رمزية من كلمته، استشهد بركة بالآية الكريمة “إنا فتحنا لك فتحا مبينا” التي سبق لجلالة الملك محمد السادس أن استند إليها في أحد خطاباته السامية، معتبرا أن “جيل اليوم هو جيل الفتح المبين، مرحلة جديدة في مسار الوطن ينتقل فيها المغرب من الدفاع إلى البناء والسيادة والريادة.

بهذا الخطاب الموجه إلى الشباب، يسعى حزب الاستقلال إلى استعادة ثقة جيل رقمي يعيش تحولات فكرية واجتماعية عميقة، بعدما أفرزت ظاهرة “جيل Z” واقعا سياسيا جديدل عنوانه عزوف الشباب عن الأحزاب، في انتظار أن تُترجم هذه الدعوات القيمية إلى ممارسات ملموسة على أرض الواقع.