بعدسة اليقين: أليونس بالقنيطرة غياب العدالة المجالية حي يتوسع بلا مرافق ونوري تكشف مسؤوليات الجماعة والشركة وسط فوضى النظافة بأليونس

اليقين/ نجوى القاسمي
في قلب منطقة أليونس بالقنيطرة، تمتد الأزقة الإسمنتية بلا نهاية، بينما تغيب المساحات الخضراء التي كان يفترض أن تكون متنفسا للأطفال وفسحة للحياة. هنا، يتحول اللعب إلى ترف مفقود، وتصبح براءة الصغار حبيسة أرصفة ضيقة لا مكان فيها لركضهم ولا لبسماتهم. وبينما ينتظر الأهالي وعود التهيئة التي طال أمدها، اكتفى الواقع بأن يقدّم لهم فضاءات مهملة، وأركانًا موحلة، وفراغا بيئيا يحرم أبناء الحي من حق طبيعي في الطفولة.
طاقم اليقين وثق بعدسته صورا تكشف حجم الخلل غياب كامل لمناطق اللعب، مساحات خضراء تحولت إلى بقع ترابية، وأحياء تنمو عمرانيا بينما تغيب عنها أبسط مقومات العيش المشترك. هكذا بدا المشهد مدينة تكبر، وطفولة تنكمش.
أكدت سمية النوري، رئيسة جمعية أمل مهدية للتنمية والتضامن في تصريح خصت به اليقين، أن معالجة الإشكالات التي تعيشها ساكنة أليونس تبدأ أولا بالتواصل المباشر مع الجهات المسؤولة، وفي مقدمتها الجماعة الترابية باعتبارها المؤسسة المخولة للتدخل في كل ما يتعلق بالبنية التحتية والمساحات الخضراء وتدبير النفايات.
وأوضحت النوري أن الساكنة توجه شكاياتها بشكل أساسي إلى الجماعة، لكونها الجهة الأولى المعنية بمعالجة قضايا تدبير القطاع البيئي. وفي هذا الإطار، ذكرت بأن منطقة أليونس عاشت خلال الأشهر الماضية، وخصوصا منذ فترة الصيف وعيد الأضحى، تدهورا واضحا في وضع النظافة، بعدما انتهى عقد الشركة السابقة المكلفة بالتدبير، في انتظار دخول شركة جديدة. غير أن غياب شركة رسمية خلال هذه المرحلة الانتقالية خلق، بحسب قولها، مشكلا كبيرا ما زال السكان يعانون منه إلى اليوم، رغم التحسن النسبي الذي أحدثته الشركة البديلة
وأضافت رئيسة الجمعية أن هذا الوضع لا يقتصر على جزء معين من الحي، بل يشمل مختلف المناطق، بما فيها الشطر الأول والثاني والثالث، بل ويتعدى ذلك ليطال مهدية كلها، سواء جهة البحر أو القصبة. ورغم قيام الشركة المؤقتة ببعض التدخلات، تؤكد النوري أن النظافة ما تزال غير كافية، إذ تبقى العديد من النقاط مهملة، وتستمر النفايات في التراكم بعد ساعات قليلة من كل عملية تنظيف.
وانتقلت النوري لتسليط الضوء على تضرر المساحات الخضراء نتيجة تراكم الأزبال والإهمال، مشيرة إلى أن هذا المشكل مشترك بين الساكنة والشركة والجماعة، لأن لكل طرف مسؤوليات محددة.
وأبرزت أن المنطقة ما تزال تعيش مرحلة البناء والتوسع، ما يؤدي إلى انتشار مخلفات أوراش البناء التي يسهر عليها بعض المنعشين العقاريين أو الأفراد، حيث يتم التخلص من بقايا المواد العشوائية في أماكن غير مخصصة لذلك.
وتابعت قائلة إن عدم اكتمال تجهيز المنطقة يجعل من الصعب ضبط الفضاءات العامة، حتى مع الجهود المبذولة، لأن استمرار أشغال البناء يعرقل كل محاولة للحفاظ على المساحات الخضراء أو مناطق لعب الأطفال في وضع جيد، إذ تعاود المشاكل الظهور باستمرار ما دامت المنطقة لم تُسلم بالكامل كحي مكتمل المرافق.
أما بخصوص دور الجمعية، فقد أوضحت النوري أن جمعية أمل مهدية للتنمية والتضامن تعمل قدر الإمكان على مساندة الساكنة من خلال تنظيم حملات للنظافة وحملات توعوية، سواء داخل أليونس أو بالمناطق المجاورة.
ورغم هذه الجهود، تشير النوري إلى أن أكبر تحد يواجه الجمعية هو ضعف مشاركة الساكنة، إذ يتفاعل الكثيرون إيجابياعلى مستوى التعليقات وإبداء الأي، لكن الحضور الفعلي خلال الحملات يبقى محدودً، حيث لا يحضر في كثير من الأحيان سوى شخص أو شخصين، بينما تتحمل الجمعية العبء الأكبر من العمل.
وختمت رئيسة الجمعية تصريحها بالتأكيد على أن ساكنة أليونس تتميز بالوعي والمسؤولية، خصوصا في الشطرين اني والثالث، غير أن الظروف الشخصية لبعض السكان، إضافة إلى الطبيعة العمرانية المتحولة للحي، تجعل تحقيق النتائج المرجوة صعبا، الأمر الذي يتطلب، حسب قولها، تعاونا جماعيا وتدخلا مؤسساتيا أكثر نجاعة لضمان بيئة سليمة ومرافق حضرية تليق بالسكان.
We Love Cricket








