بنسليمان..العربات المجرورة”الكواتشة” فوضى مادية وبيئية وأخلاقية
أصبحت شوارع بنسليمان تشهد مؤخرا فوضى كبيرة بسبب العربات المجرورة “الكواتشة “التي بدأت في الآونة الأخيرة تجوب الشوارع الرئيسية للمدينة دون حسيب ولا رقيب،عدم احترام أضواء المرور هنا وحق الأسبقية هناك،سرعة من أجل الظفر ببعض الزبائن هنا واكتضاض داخل العربة هناك،قيادة القاصرين هنا وكلام نابي هناك،سلوكات تقض مضجع ساكنة بنسليمان زبناء وراجلين وراكبين،الكل مستاء من هذه الامور،والغريب في الامر أن لا مسؤول تحرك لزجرهم.
الفاعل الجمعوي والاعلامي أكد للجريدة أن هذه السلوكات التي تصدر من هذه الفئة التي تتخذ العربات المجرورة مصدرا لرزقها،سلوكات تعطي صورة مشينة لمدينة ووصفت في الماضي القريب بمدينة الهدوء والطبيعة،كما أضاف أن لها عواقب إقتصادية وبيئية واجتماعية وأخلاقية،فالحوادث التي يكون فيها “الكوتشي” طرفا فيها تخلف خسائر مادية وربما بشرية،كما أن مخلفات الدواب التي تجر العربات في الشوارع توحي لك أنك بين أحضان إسطبل بالروائح التي تزكم الانوف، والكلام النابي والشجارات المتكررة بين السائقين الذين أغلبيتهم قاصرين تؤثر على راحة الزبناء.
طالب الفاعل الجمعوي والاعلامي ذاته بضرورة تدخل من الجهات المسؤولة على هذا القطاع من النقل الحضري لتقنين ووضع حد لمثل هذه السلوكات التي لن تزيد لمدينة بنسليمان الا تسويقا لصورة تزينها الفوضى والعبث.
وعاينت الجريدة حادثة سير يوم أمس بالملتقى الطرقي الاخطر بالمدينة بين حي للا مريم وحي شمس المدينة بين سيارة خفيفة وعربة مجرورة “كوتشي” خلفت خسائر مادية بالسيارة،وحسب شهود عيان فإن سائق الكوتشي كان يقود بسرعة،كما أنه فور وقوع الحادثة بدأ يصيح ويشتم مطالبا بأسلوب “البلطجية” صاحب العربة الخفيفة التراجع عن أي إجراء قانوني والتنازل،وقد حلت الشرطة في عين المكان لتثنيه عن مثل هذه الافعال وترك القانون يتبع مجراه.
ومن المعلوم أن مدينة بنسليمان تزداد توسعا مما يطرح إشكالية التنقل بين أحيائها،مما يستوجب تدخلا عاجلا من المجالس المنتخبة،أولا تقنين قطاع النقل الحضري والخاص بفئة العربات المجرورة من خلال توفر سائق هذه العربة على رخصة قيادة تخص هذا النوع من النقل العمومي،والزامهم باحترام قوانين السير مع اخضاع كل من لم يلتزم بها بغرامات مالية مع سحب الرخص،وضبط أي شخص لم يحترم الزبناء أو تمادى في اصدار سلوكات لاأخلاقية تمس بسمعة هذا القطاع،كما مطالتبهم بجمع مخلفات البهائم التي تجر هذه العربات عبر وضع أكياس مخصصة لذلك،وأخيرا مراقبة تأمين “الكواتشة” والحالة الميكانيكية لعراباتهم التي تنقل يوميا أكثر من 100شخص بين شوارع المدينة مع تحديد مسارات لتنقلاتهم.