
اليقين
أكدت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن عملية الانتقال الطاقي التي يقودها المغرب تمثل تحوّلا نوعيا في النموذج الاقتصادي والاجتماعي للمملكة، من شأنه خلق المزيد من فرص الشغل وتحقيق العدالة الاجتماعية بشكل مستدام.
جاء ذلك خلال افتتاح الدورة الخامسة لقمة “باور تو إكس”، المنعقدة يوم الأربعاء 01 أكتوبر بمدينة مراكش، حيث أشارت الوزيرة إلى أن القمة تأتي في ظرفية خاصة، إذ يعتقد بعض المراقبين أن اهتمام العالم بالطاقات الخضراء والهيدروجين بدأ يتراجع بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، ما يجعل بعض التقنيات الجديدة مكلفة نسبيا
وأكدت بنعلي على أهمية تطوير بنية تحتية غازية حديثة ومستدامة كركيزة لأي اقتصاد قائم على الهيدروجين، مشيرة إلى أن المغرب سيطلق قبل نهاية السنة طلب عروض لإنجاز محطة عائمة لتخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادة تحويله في ميناء الناظور غرب المتوسط، إضافة إلى مشاريع أنابيب لربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك.
كما ذكرت الوزيرة بالنجاح الذي عرفته عملية إبداء الاهتمام السابقة، التي استقطبت 50 عرضاً من شركات عالمية، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على هذا الزخم في المشاريع الطاقية.
وبخصوص التعاون الدولي في مجال الطاقة، أشارت بنعلي إلى الاتفاق الاستراتيجي للطاقة بين المغرب والإمارات سنة 2023، والذي تُوج في ماي 2025 باتفاق مساهمين لتوسيع محطة غازية ستضاعف استهلاك الغاز لإنتاج الكهرباء إلى أكثر من ملياري متر مكعب سنويا.
كما تناولت التطورات في مشروع الأنبوب الأطلسي الإفريقي للغاز والمسار التشريعي للقانون 67.24 المتعلق بالغاز.
في جانب الابتكار، شددت بنعلي على أن البحث العلمي وتطوير الكفاءات الوطنية يمثلان محورا أساسيا في الاستراتيجية الطاقية للمملكة، موضحة أن معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN) يلعب دور الذراع العملي للدولة في هذا المجال.
وأضافت الوزيرة أن المغرب يسعى لترسيخ موقعه كممر استراتيجي عالمي لتجارة المعادن والجزيئات الخضراء، مستفيدا من بنياته التحتية الكبرى، بما في ذلك الموانئ العميقة والشبكات الطرقية والسككية المتطورة. كما أشارت إلى مبادرة “OTC Corridor” التي تجعل المغرب منصة للإنتاج والتصدير
وفي ختام كلمتها، دعت بنعلي الحكومات لتسريع الإصلاحات وتطوير البنيات التحتية الطاقية، وحثت الممولين على الانتقال من مرحلة التجارب إلى مشاريع قابلة للتنفيذ.