جهات

بوغانيم الحاجب : يواجه الإستئصال بالإستهجان و يجابه المقدس بالمدنس


ديباجة : لا زلت أتذكر جدتي الكروانية رابحة البلغيتي – رحمها الله – وهي تقول لي  » واهيا انغظيم سرس أغنيم  » . دلالة منها على شأم حمل القصب والتطير به، تتبعت التحري رغم قلة المصادر، عن عادات وتقاليد قبائل كروان وايت نظير اتجاه بوغانيم، فوجدت التاريخ يعيد نفسه إلى حدود مهرجان هذا اليوم…

: ب1- بوغانيم بين الإستئصال و الإستهجان

– بعض القبائل ( دون تسميات ) لا ترحب بهذا الفنان في بيوتها ولكنها لا تحرمه من الجود والكرم. لاكنها تتطير به وتعتبر قدومه مدعاة للخلاف والشقاق بين أفراد القبيلة.
– وقبائل أخرى تنصب له الخيام وتقيم له الولائم، وتدق «ألون» وتهدي « تنبايعت» فترقص وتسمر معه حتى الفجر.

ومن عادات بوغانيم أنه يبرمج سفرياته خلال هذا الموسم و هاته المنطقة بالضبط، لأن الفلاح يفتح خزائنه الأرضية التي يحتفظ فيها بمحصوله الفلاحي من الحبوب، وتسمى هذه الخزائن ب : «تسرافت» أو «لهميل».

 :ب2- بوغانيم بين المقدس و المدنس 

– مناهضون له باعتباره ثقافة ( ميوعة، فسق، بدع مستحدثة، رقص ومجون، تبدير للأموال، عدم احترام شهداء الصويرة، صلاة الإستسقاء …) من جهة.
– مرحبون به باعتباره ثقافة ( أمسيات الشعر، بوغانيم، والحيدوس، والحفلات، وملكة الجمال، وترويح النفس … ) من جهة أخرى.

إن فلسفة بوغانيم لمن يريد النقاش العلمي والأكاديمي الرزين، مبنية على المقومات التالية :

* بوغانيم الإجتماعي : هو من نفس طبقة السواد الأعظم للمغاربة، فهو على دور الحول ممتهن حرفة العامل، الفلاح، الصانع، الأجير …
* بوغانيم الإديولوجي : أمي متدين بالفطرة، يعبد الله بأمازيغيته وعجميته الصادقة، فيطلبه عند احتباس المطر مناجيا له في أشعاره، ويرقص فرحا بالمحصول وغلته.
* بوغانيم الرسالي : له رسالة واحدة وهي الفقر والسعادة. هو مرسول للحب، والسفر والضحك والسرور.

حصيلة : أخيرا وليس آخرا -ولست مفتيا- إن سنة الله بضم التاء وسنت الله بفتح التاء هي الإختلاف مخصص او مفتوح، فليس من حق من صلى الإستسقاء أن يكون وصيا على من حضر الغناء، ومفهوم المخالفة بعدم وصاية الثاني على الأول كذلك.

دعوا الناس لتصلي ودعوها لتفرح، فأحزاننا أصبحت تدمي القلب. ولندع السب والشتم ( ماعند باباكم علاش تحشموا ) جانبا. لكي لا يرد علينا بوغانيم قاصيا كما ردا على سب زوجة لحسين اوعقى له، إذ أنشد أمام الحشد فقال :
لحسين أوعقى ثلا غورس يوث تيديث ** ألا ثاغ إنجدا، أل تتتثا إنيباون.

راجع القصة كاملة في كتاب «كنوز الأطلس المتوسط» لمؤلفه عبدالمالك حمزاوي. (ص 687…) مطبعة المعارف الجديدة. الرباط 2014.

مقال بقلم أشرف بوجابر الربيع النبوي 1439 للهجرة.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى