ان ماحدث ليلة البارحة / 10 محرم في بعض مدن المملكة من فوضى وأحداث شغب، ماهو إلى نتاج موروث وثقافة شعبية، مبنية على العنف والجهل أكثر منها على السلم والعقل. وبين احتفالات رأس السنة عند النصارى ( يناير ) ونظيرتها عند المسلمين( محرم ) إليكم القواسم بين شخصيتين اسطورتين، ثمثل كل منهما طقس الإحتفال بين حضارتين لكون المصطلح أشمل من دينين.
1- البابا نويل :
يحضر رأس السنة الميلادية وهو أول يوم في التقويم الغريغوري، والذي يحل في 1 يناير ذكرى ولادة مريم لعيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، تطلق الألعاب النارية مع إحتفالات رقص تضم على موائدها : الشامبانيا، اللفت المطهي، كبد الإوز، المحار، لحم الخنزير، فطيرة بيل، الجمبري، العدس، لحم الضأن …
وأيضا في ليلته المسماة ” ووتش / قداس منتصف الليل ” تعج الكنائس بالمؤمنين، حيث تقام الطقوس والتراتيل لشكر الله على نهاية العام. يأتي البابا نويل او سانتا كلوز وهو رجل عجوز تغطي وجهها لحية ناصعة البياض من القطب الشمالي، مع زوجته كلوز وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا عيد الميلاد، يحمل من مزلجته الهدايا ويتسلل من النوافذ والمذخنات وفتحات الأبواب ليضعها في هدوء وحب.
2 – البابا عيشور :
يحضر في العاشر محرم من أول رأس السنة الهحرية، والذي يسمى عاشوراء ذكرى نجاة موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام من فرعون، فتصومه بذلك السنة وتنوحه الشيعة لأنه يصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي حفيد النبي محمد في معركة كربلاء.
تجتمع الأسر على موائدها التي تضم : ماء زمزم، الكسكس بالقديد، التمر، الفواكه الجافة، الفاكية، اللحم … يعقب يوم عاشوراء أو يوم زمزم الذي يضم معارك رش الناس بالماء ليلة ” الهبا والربا ” ويعرفها كل المغاربة بليلة ” الشعالة “، حيث تشعل النيران و ينادى من خلالها بالأهازيج حتى قيل عن بابا عيشور أنه كان زير نساء، فحسب الأستاذ نجيب الرحماني، الباحث في الثراث اللامادي، المعتقد القديم كان يقضي بأن تتجمل نساء الدواوير ويرخين بشعورهن، ويقرعن الطبول ويرددن الأهازيج، وينتظرن قدوم بابا عيشور الذي أحلت له من شاء منهن. وكرست مجموعة من الأهازيج الفلكلورية الخاصة بعاشوراء هذا المعتقد، يذكر منها : ” عيشوري عيشوري … عليك دليت شعوري ” /.
” قديدة قديدة منشورة على الأعواد .. بابا عيشور جا يصلي وداه الواد ” و ” حق بابا عيشور ما علينا الحكام ألالة … عيد الميلود كايحكموا الرجال ” استنادا إلى حكم النساء هاته الليلة، والمعلوم أيضا أن الليلة تشوبها طقوس سحر وشعوذة.
وخلاصة الوصف أن بابا عيشور شخصية شريرة، وعلى الجميع الهرب منها كلما صادفوها، والأمر راجع للأوصاف المريبة التي وصف بها، من قبيل أنه يمتلك حوافر بدل أقدام ويكتسي جلود الماعز وله قرنان ويأكل اللحم النيء … إلى آخره من الأوصاف.
We Love Cricket