آخر الأخبار

بين المظلومية وإعادة التموقع: هل يستطيع البيجيدي استرجاع شعبيته؟

اليقين/ نجوى القاسمي

في خطاب جديد يعيد إنتاج نفس الشعارات التي رافقت حزب العدالة والتنمية خلال السنوات الأخيرة، أكد عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، أن البيجيدي يستعد لدخول الانتخابات التشريعية المقبلة بطموح العودة إلى الواجهة، رغم التراجع الكبير الذي عرفه في الاستحقاقات السابقة.

وأعلن بنكيران أن الحزب يراهن على القضايا التي تهم المواطنين، لكنه لم يقدم تفاصيل واضحة حول كيفية معالجة تلك الملفات، خاصة بعد التجارب السابقة التي ما زالت محل جدل واسع.

وخلال لقاء تواصلي مع الهيئات المجالية للحزب بجهة الدار البيضاء، شدد بنكيران على أن حزبه لا يلجأ إلى “الرشوة الانتخابية” لاستمالة الناخبين. غير أن مراقبين يرون أن هذا الخطاب بات مستهلكا في ظل الانتقادات التي طالت أداء الحزب خلال فترة قيادته للحكومة، خاصة في ملفات اجتماعية حساسة.

ولم يفوت بنكيران الفرصة للعودة إلى ما وصفه بـالمؤامرات التي استهدفت الحزب عبر تاريخه، معتبرا أنه تجاوزها بنجاح. لكن هذه الرواية لم تعد تلقى نفس الزخم، إن الحزب يبالغ في توظيف خطاب المظلومية لتبرير إخفاقاته أو تراجع شعبيته. ورغم حديثه عن نجاح الحزب في تسيير مدن كطنجة ومراكش، إلا أن هذه التجارب نفسها أثارت نقاشا واسعا حول محدودية الإنجازات وغياب حلول بنيوية للمشاكل الحضرية.

كما دعا بنكيران أعضاء حزبه إلى عدم تضخيم بعض الإجراءات والتركيز على العمل السياسي، هاربا بذلك من مواجهة أسئلة أكثر عمقا، مثل مسؤولية الحزب عن قرارات اقتصادية واجتماعية اتُّخذت خلال فترة قيادته، وما زالت آثارها حاضرة في معيش المواطنين. ورغم تأكيده أن الحزب لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي محاولة للمساس بسمعته، إلا أن ذلك يطرح تساؤلات حول قدرة «البيجيدي» على مواصلة خطاب النقاء الأخلاقي في ظل الاتهامات السياسية المتبادلة.

وفي معرض حديثه عن “المعارك” التي خاضها الحزب، أشار بنكيران إلى ملفات تضارب المصالح وصفقات الدواء واستيراد الماشية، لكنه تجنّب الخوض في الملفات الأكثر حساسية

ودعا بنكيران أعضاء الحزب إلى تعزيز حضورهم السياسي وعدم الانشغال بـالامتيازات معتبرا أن الحزب في وضع متقدم سياسيت وإعلاميا وشعبيا.

غير أن هذا التقييم يبدو بعيدا عن واقع الخريطة السياسية الحالية، حيث يواجه الحزب منافسة شرسة وتراجعا ملحوظا في القاعدة الانتخابية بعد التجربة الحكومية الطويلة.

واختتم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بدعوة أعضائه إلى تكثيف العمل الميداني وحث المواطنين على التسجيل والمشاركة والتصويت للحزب، وهو ما يعتبره مراقبون محاولة لاستعادة جزء من الشعبية المفقودة قبيل دخول الاستحقاقات المقبلة، في وقت ما زالت تساؤلات كبيرة مطروحة حول قدرة الحزب على استعادة الثقة بعد سنوات من القرارات الصعبة والتداعيات الاقتصادية التي رافقت تجربته في الحكم.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى