سرب في لحظة مفصلية إرسال إداري بين رجل سلطة ومنتخب بلغة تنهل من فقه قانوني جمع بين القانون واللغة، على شاكلة جهابذة أفذاذ، مثل السنهوري في متن فقهه المدني. أو قل في محاورة بين الفقيه القانوني المذكور وطه حسين عميد الأدب العربي، أو قل في أسلوب توفيق الحكيم صاحب المسرح المقروء في أيقونته (يوميات نائب في الأرياف).
وفي المتن ألق الحجاج مثل حوار الثمانينيات في القرن الماضي بين حسن حنفي وعابد الجابري، أو استحضار حجاج متى والسيرفي عند التنازع بين البيان والمنطق ، أو قل العودة إلى بيديا الفيلسوف مع ابن المقفع أو نثر الجاحظ دفاعا عن الدولة مثل رسالته حول فوائد السودان على البيضان، أو الرجوع إلى سلطة الآداب السلطانية ليرجع المنتخب البصر كرتين إلى جادة الصواب، لعله يستحضر وزر عدم جادته في الصواب،ولا يزلق ببصره ما رآه بدفوعات واهية تتذرع بشرعية اللغة أوتاريخانية شارع محمد الخامس،والحال أن سلطته كمنتخب في العاصمة الإدارية أوهى من نسج العنكبوت، وإن ظهرت بحجة غير ذات أساس، مادام القصد تأزيما للتنمية وتعطيلا لعجلة رجل السلطة في سياق لا كالسياق، وإن كان الوالي من بركان خريج الأقسام التحضيرية يتقن جبر وهندسة الرياضيات المرآبين المأمولين أكثر من صناعتهما لغة ونثرا بلغة كتبة السلاطين والسلطة. ولكن روح الفريق تقتضي الاستعانة بصديق، ومع اختراع اللغة كان البصيص في فجر التاريخ لتطور الإنسان، فما بالك بإرسال إداري انفك من إسار الزمان والمكان ، وانتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، في بعث لحرب غبراء في رذاد الوصلات البصرية، في مشهد سينوغرافي يجمع بين احتفالية برشيد وتجريب الكغاط، ولغة الوسائطيات في مسرح مابعد الدراما. أو ليس تجديد التراث وبعث اللغة العربية في إرسال إداري تعبيرا عن بعث جديد في البنيات التحتية للرباط؟ أو ليست اللغة ولو في عقم الإدارة لها عمق التجديد ؟ وإن كان بروح ونفس تجديد مغاير لشكليات الإصلاح والتجديد أو براغماتية العدالة والتنمية.
أن تكون ملكيا أكثر من الملك في لغتك التبريرية المفضوحة يقتضي منك العودة ياعمدة للعمدة عله يجيز لغتك سيبويه أو الجرجاني أو ابن رشيق القيرواني، فيرضى بقولك حفدة الموريسكيين في العدوتين. ومادامت لغتك فجة فلتؤدبك آداب السلطة، لأن ديوان السلطان به زمام يمسك ديوان الشعراء والكتاب، ولم يجز لغتك ابن رشيق صاحب العمدة ليستقبلك الزمام.
فارجع البصر كرتين في حدود اختصاصك، وإن كان المغرب في تاريخه يعرف بمراكش، وهل(رواء مكة)إلا حالة اللغة تثلج الصدر في صحراء بها ألق أنهى وهج عطش؟
أو ليزلقوك ياوالي الرباط لما رأوا بأبصارهم أن فقاعات لغتهم استقرت على الترباء، وأنك سقت التنمية غوصا ومدا وارتفاعا حلم التقانة لطائر الفينيق. والحال أنك يا اليعقوبي على شاكلة شرفاء رشيدة بكرسيف كنت الألمعي الحصيف خلاف مألوف طنجيس، تحول في رموز اللغة انتقلت معه سلطة الوالي إلى محاكمة اللغة أمام قراء صاحبة الجلالة.
لا غرو أن يدعي نكرة أنه أستاذ في البلاغة واللغة العربية بأن المراسلة الإدارية شأن لايعنينا، وأن المفارقات اللغوية تنضاف إلى المفارقات المجالية والتنموية بين المركز والمحيط…..إنها لغة الإحباط واليأس والعدمية من أجل التشويش على جاذبية لغة المراسلة الإدارية التي نجحت في الوصول إلى المرتفق الإنسان بتسليات روح مراكش في الرباط أكثر من تبرير تجويد البنيات التحتية وإضافة مرآبين. ولعل من يدعي أنه أستاذ ألمعي في البلاغة ليس إلا أفاكا وزرا يصرف البصر عن الوزر المفضوح لعمدة بلدية الرباط.
أو ليست العبرية بعثت بعثا بلغة مائير الذي استدعى اللاشعور الجمعي للمغاربةوهم ببساطتهم ينصتون للمذياع، أو يستمتعون لابن ذي يزن أو بت أسطوانات الفونوغراف.
المرتفق المغربي له تاريخ، والغزاة في المجال المفتوح رحلوا، لكن دول المغرب لها بساطة وعمق الجنوب يا عمدة منذ المرابطين، فهلا استحضرت عدوتي أبي رقراق سلا والرباط؟
سلطة اللغة الرمز الدالة من عمق وعبق التاريخ تأريخ لوجوب الشروع في التشريع والتنظيم حول العلاقة المأزومة لرجل السلطة رئيس الأمن والمجال، في الحاضرة والقرية. من أجل تنمية المرتفق والبنيات ، وقبض الرقابة في مساهمات التأطير بدءا من حرية شل اليد، وتجنيد الطاقات حرية من منتخب ينهل من وضعه الدستوراني،لكنه مشلول له ذاتية السلبية والهدم لا روح النماء والبناء في مثل حالة التفسير والتأويل.
لغة الفيض والحوض والبصر تجاوزا لسلبية الوزر تقتضي تنظيرا لسينوغرافيا الحضور عند صناعة التشريع والتنظيم، ليكون التقعيد في المراسلة الإدارية ربطا للمسؤولية بالمحاسبة باللغة، وبالمناسبة والملاءمة بلغة القاعدة القانونية تأطيرا تحفيزا جذبا تنمية ألقا لا سلبية ولا شقاء مهمة لذوي همم من رجال لا يؤكل فيهم الثور الأسود ولا الأبيض تجاوزا للجدل حول لون البقرة.