يوجد في البرلمان 394 مقعدا زائد عبد الواحد الراضي”، هذا ما جاء في تغريدة من بين آلاف التغريدات التي تفاعل من خلالها المغاربة مع نتائج الانتخابات الشاملة التي نظمت في المغرب، يوم الأربعاء الماضي.والمقصود بهذه التغريدة هو “شيخ البرلمانيين” المغاربة الذي لم يغادر مقعده النيابي منذ انتخابه في أول برلمان مغربي عام 1963.وللولاية الحادية عشرة على التوالي، تم انتخاب الزعيم اليساري عبد الواحد الراضي عن دائرة سيدي سليمان (غرب المغرب)، التي تمنحه صوتها منذ أزيد من خمسة عقود ليصبح ممثلها “الدائم” في البرلمان.
وينحدر الراضي من عائلة قروية تعد من أعيان المنطقة، وقد انخرط في العمل السياسي في حقبة كان فيها هذا المجال مقتصرا على أبناء المدن والحواضر.تراث برلماني عالميولا يشكل قيدوم البرلمانيين (87 سنة) ظاهرة سياسية فريدة، على صعيد المغرب فحسب، بل يعتبر أقدم برلماني في العالم. وقد صنفته منظمة اليونسكو عام 2019 تراثا برلمانيا عالميا لكونه الأكثر مكوثا في المنصب، في تاريخ البشرية.ويمتد التاريخ السياسي لـ”المعمر” البرلماني لعقود طويلة، انطلقت منذ مغرب ما قبل الاستقلال، ضمن صفوف الحركة الوطنية التي ناضلت ضد المستعمر الفرنسي. قبل أن يسهم في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشبعية، الذي شكل التيار اليساري المنشق عن حزب الاستقلال.وقد خاض الشاب باسم الحزب الوليد أول انتخابات تنظم في المغرب، وكان ذلك عام 1963، حيث نجح في الحصول على مقعد نيابي في أول برلمان منتخب في تاريخ البلاد. وكان الراضي حينها في سن السادسة والعشرين، حيث اعتبر أصغر نائب برلماني.ومنذ ذلك الحين لم يغادر الراضي مقعده النيابي، حتى صار يلقب بشيخ البرلمانين.