
أكادير – في تفاعل سريع مع قضية إنسانية هزّت الرأي العام الوطني، تدخل جلالة الملك محمد السادس بشكل رسمي، إثر انتشار مقطع مصور وصور لرضيعة وُضعت أمام بوابة مستشفى الحسن الثاني بمدينة أكادير، في مشهد مؤثر أثار موجة من الغضب والتعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي.
القضية، التي جرت أحداثها نهاية الأسبوع الجاري، وثّقت احتجاج أسرة الطفلة بطريقة رمزية عبر تركها أمام المستشفى، تعبيراً عن معاناتهم من تردي الخدمات الصحية وصعوبة الولوج إلى العلاجات الضرورية. المشهد سرعان ما تحول إلى قضية رأي عام، بعدما تقاسمه آلاف النشطاء عبر مختلف المنصات، مطالبين بتدخل عاجل ينقذ حياة الرضيعة ويفتح نقاشاً جاداً حول واقع المنظومة الصحية بالجهة.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد أعطى جلالة الملك تعليماته للجهات المختصة من أجل فتح تحقيق دقيق في ظروف وحيثيات الحادث، مع ضمان التكفل الفوري بحالة الرضيعة وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لها، إلى جانب متابعة الوضع الصحي والاجتماعي لعائلتها. كما شدّد جلالته على ضرورة تحديد أوجه الخلل التي أدت إلى وقوع مثل هذا المشهد المؤسف أمام مؤسسة صحية عمومية يفترض أن تكون ملاذاً للمرضى وأسرهم.
ويأتي هذا التدخل الملكي ليعيد إلى الواجهة ملف قطاع الصحة بجهة سوس ماسة، الذي يشهد منذ سنوات مطالب ملحّة من الساكنة والجمعيات المدنية من أجل تحسين البنيات التحتية الاستشفائية وتعزيز الموارد البشرية الطبية والتمريضية، بما يضمن كرامة المرضى وجودة الخدمات.
القضية لم تقف عند حدود التفاعل الرسمي، بل أثارت أيضاً نقاشاً مجتمعياً واسعاً حول سبل إصلاح المنظومة الصحية بالمغرب بشكل عام، حيث دعا فاعلون مدنيون وحقوقيون إلى جعل هذه الحادثة نقطة تحول نحو معالجة جذرية للاختلالات التي يعاني منها القطاع.
تجدر الإشارة إلى أن مستشفى الحسن الثاني بأكادير يعد من أكبر المراكز الاستشفائية بالجنوب المغربي، غير أنه يواجه ضغطاً كبيراً نتيجة ارتفاع عدد المرتفقين وضعف التجهيزات والموارد، ما يجعله في كثير من الأحيان عاجزاً عن الاستجابة لانتظارات المرضى.
وبين صدمة المشهد الإنساني وتفاعل المؤسسة الملكية، يبقى الأمل معقوداً على أن يشكّل هذا التدخل بداية مسار إصلاحي حقيقي يعيد الثقة إلى المواطنين ويعيد الاعتبار للحق الدستوري في الصحة والعلاج
We Love Cricket