تعتبر ضاية رومي بمنطقة مدينة الخميسات اكبر بحيرة طبيعية في المغرب وهي تعتبر المنتجع الطبيعي الوحيد القريب من المدينة بحيث تفصل ببنه وبين مدينة الخميسات مسافة 17 كيلومترا وتوجد البحيرة على الطريق الثلاثية المؤدية إلى قرية المعازيز بحيث تبعد عن هذه القرية بحوالي 15 كيلومترا تقريبا وتتميز منطقة ضاية رومي بهوائها النقي ومناظرها الطبيعية الخلابة مما جعل العديد من الأجانب من اوروبا وامريكا في فترة الستينيات من الزمن الماضي يقيمون بالمنطقة إما بشكل موسمي او بشكل نهائي كما هو الشأن بالنسبة لعائلة ميشال الذي كان يملك ضيعة هناك ثم بقي لمدة سنين ،واعتنق الإسلام وظل بها إلى أن وافاه الأجل المحتوم ، وظل أخرين بالمنطقة بعد أن امتلكوا إقامات خاصة بهم ورثوها ابا عن جد وتوجد اغلبها بمخيم للإصطياف غير بعيدة عن المياه.
ولعل وجود البحيرة في هذا المكان القروي هو ما جعل العديد من الأساطير والحكايات تحيط بها بحيث توارث السكان المحليون الحكاية القائلة بأن اصل تكوين البحيرة يعود إلى الف سنة تقريبا عندما نسيت احدى الفتيات وضع غطاء على البئر الوحيد المتواجد آنداك بالمنطقة بعدما سمعت خبر عودة والدها من الحج الشيء الذي نتج عنه تسرب المياه الغزيرة على سطح الأرض مما أدى إلى النشأة الأولى للبحيرة.
اما المعطيات العلمية فترى بأن تكون البحيرة نتاج عبر عدد غير معروف من السنين لأنها عبارة عن وهدة نافذة محاطة ببعض العيون الباطنية مثل عين ضربان وتتغذى الضاية ايضا من العديد من الوديان القريبة منها مثل نهر اسيغاو وكذلك الأمر بالنسبة لبحيرة الضفادع المعروفة محليا (بضاية الجران) والتي تساهم هي الأخرى الى جانب السيول المائية القادمة الى البحيرة من المرتفعات المحيطة بها.
بينما يذهب البعض إلى القول بأن البحيرة عرفت في عهد المولى الحسن الأول، بحيث كان هذا الأخير في رحلاته الى مدينة مكناسة الزيتون أنذاك يطيب له المقام بخمائل البحيرة لساعات استراحة تستفيد منها الخيول والجنود على حد سواء ويعلل اصحاب هذا الرأي نظرتهم بكون منطقة زمور الخميسات كانت معروفة بكثرة الكلأ واعلاف الماشية منذ زمن بعيد .
ولعل ايضاً من اغرب ما يقال عن البحيرة هو ما يتعلق بسبب التسمية بحيث يرى السكان المحليون ان سبب التسمية يرجع إلى الأجانب الذين استوطنوها في فترة الخمسينيات من القرن الماضي ونسبت البحيرة الى لفظة ارومي التي تعني بالأمازيغية الأجنبي اي ليس لا امازيغيا ولا عربيا وبذلك سميت ضاية ارومي التي مع مرور الزمن اصبحت ضاية رومي، وهذه التسمية لها معطيات تاريخية ووقائعية تجعلها اقرب الى الصواب ،وهي ان العديد من الاسماك المتواجدة بالبحيرة اصلها من امريكا الشمالية، وأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر سمك الفرخ ألأسود افواه le black bass والنوع الاخر هو الكتفاء زريقة والاكتفاء الحميرية le bleu gill هذا بالإضافة إلى صنف ثالث هو الفرخ الزنجوري او الفرخ الرمادي le sandre
.وبالنسبة ايضا لتاريخ ظهور البحيرة لا بد لي من الإشارة إلى رأي احد الباحثين الفرنسيين والمهتمين بالمجال البيئي لاسيما الامور المتعلقة بالبحيرات وصيد أسماك فيها وهو روجي شبان rougie chabanne .
*صاحب مؤلف بحيرات المغرب les lacs du Maroc
حيث يرى هذا الأخير ان تاريخ ضاية رومي والمنطقة ككل عرف في عهد الرومان ويرى ان البحيرة عرفت في ذلك العهد، لكنه لا يدلي بدلائل ملموسة او وثائق تاريخية تؤكد ذلك،، هذا وإن كان تاريخ المنطقة او الإقليم ككل فيه من الدلائل العلمية ما يثبت أن تاريخها موغل في القدم فهناك مغارة وادي بهت التي تم اكتشافها من طرف احد الرعاة ووثق لذلك مجموعة من الأساتذة المهتمين بالتاريخ القديم تحت اشراف الاستاذ مصطفى اعشي ابن المدينة والمناطقة على حد سواء بحيث وبعد دراسة اللقى التي وجدت داخل المغارة من ادوات وعظام بشرية وتحليل مكوناتها دلت النتائج على تواجد الإنسان تمة منذ آلاف السنين قبل الميلاد، كما دلت الأبحاث التي اجريت داخل بعض المقابر القديمة جدا على وجود هياكل عظمية لأشخاص دفنوا قديما بعد قطع ارجلهم وبثرها وهي عادة كانت معروفة عند قدماء الرومان الذين كانت معتقداتهم ان الميت اذا لم يدفن مقطوع الرجلين فبإمكانه الرجوع إلى الحياة لكي يأخذ معه من يشاء من الأحياء الى المقبرة .
تصوير: الحافظ المخروبي