
الصين بلد رائع. بلد متطور تكنولوجيا . منفتح ثقافيا. بلد ذو قيم واخلاق مثالية بدون مبالغة. لا يوجد لصوص في الشوارع مطلقا. يمكنك الخروج في اي وقت شئت ليلا وبيدك اغلى هاتف تأكد أن لا أحد سينظر اليك حتى فما بالك ب “كريساج” خلال مكوتي في اكبر مدن الصين “كوانغزو “شانغهاي”كينغداو”شانغشا” وبكين لم ار أية حادثة سير .نعم صفر حادثة سير صفر سرقة صفر غش صفر “قوالب” إدا قال لك البائع أن السلعة جيدة فهي كذلك ودون ان تسأله يقول لك انها copy لا يتحدثون اية لغة اخرى غير الصينية لكنهم يتكلمون لغة الانسان
لكن كلمات “نيهاو” و”دوشيتيان ” وجملا اخرى يمكن ان تتعلمها في اسبوع وتكفي للسفر بكل حرية. شعب مبتسم رغم انه يبدو لنا عابسا . اطفال مؤدبون في القطارات والساحات والمطاعم ليسوا كالقنافذ التي انجبها جيل z الاول الزبونية واورتها جيل z الثاني “الزماكرية* ثم تركوا جيل zالثالث “زوافرية” الذي انجب جيل z الاخير جيل الزنقة حيث يقضي كل وقته أمام أسوار وأبواب الثانويات وانترنت نجمة6، عانى معه أساتذة الاعدادي والثانوي والاسر والامهات والشرطة والدرك عانى معه الطروطوار والاشجار والابواب والحيطان . عانى ايضا كضحية لنكون منصفين من فقدان الأمل والقمع الاسري والسياسي والاجتماعي و الرمزي . عنف متبادل لا يلد الا العنف. يريد البعض ان يعالجه بالدعاء واستحضار المقولات الفلسفية الرنانة .
لقد استثمرت الصين في ابنائها لعشرين سنة فقط وها نحن اما جيل محترف هادئ لا صراخ محطات القطار تأوي آلاف المسافرين بلا ضجيج. يضع الزوار هواتفهم لتشحن في غرفة بعيدة لا احد يتجرأ على لمسها وقد فعلت شخصيا. لأن ما ينتظر من يأخذ حق غيره هناك هو الاعدام لكن ليس على الفقراء فقط من رئيس الحكومة الى بائعة البصل. لا يوجد تهرب ضريبي الجميع يدفع عبر تطبيق ويشات او عليباي حتى ولو كان ثمن جزرة يمر عبر حساب بنكي. لا نقود ورقية لا غش لا تحرميات لا فوضى لا ظلم لا باك صاحبي لا أنت براني وانا اوتمازيرت لا شيء إلا
انا انسان وانت اخي انسان . لهذا همً افضل منا بالف سنة ضوئية. لن نتغير سواء بجيل z او جيل الكاربون . فقدت الامل مطلقا . واقول لكم ان ما يحدث اليوم كارثة ستعيدنا الى الخلف سنوات. لا سياسة البلد ستتغير بل العكس ولا الشباب سيتطور بل حرب باردة بين من يدعي القانون ومن يدعي الحق. لقد فشلنا في كل شيء ايها السادة والسيدات.منذ فشلنا في صناعة الانسان واكتفينا بإنجاب الاجساد.