
تحوّل حفل زفاف أقيم هذا الصيف بجماعة أزغنغان بإقليم الناظور إلى قضية مثيرة للجدل، بعد أن تجاوز طابعه الاجتماعي ليصبح موضوعاً لتحقيقات أمنية على المستويين الوطني والدولي.
تقرير إسباني نشر يوم الجمعة 19 شتنبر الجاري كشف أن سلطات إسبانيا وفرنسا وهولندا دخلت على خط القضية، عقب تداول مقاطع مصورة من الحفل، المعروف إعلامياً بـ”زفاف موسى”، أظهرت مظاهر استثنائية من البذخ، من بينها تقديم مأكولات بحرية فاخرة على رأسها الكركند، ورمي مبالغ مالية كبيرة أمام الحاضرين، إلى جانب استعراض سيارات فارهة وإطلاق أعيرة نارية من بنادق.
ووفق المصدر نفسه، فقد وصف التقرير الحفل بـ”زفاف المخدرات”، مشيراً إلى أنه جمع عدداً من كبار المهربين والمطلوبين في قضايا الاتجار الدولي بالمخدرات من فرنسا وهولندا وإسبانيا، إضافة إلى حضور أشخاص قدموا من دبي ومناطق أخرى، حيث يتوارى بعضهم عن الأنظار. هذا الأمر دفع الأجهزة الأمنية الأوروبية إلى فتح تحقيقات واسعة لتحديد هوية المشاركين وتتبع أماكن اختباء المطلوبين.
كما أوضح التقرير أن التحقيقات الأوروبية تركز على عناصر يشتبه في انتمائها لشبكات إجرامية عابرة للحدود، أبرزها “موكرو مافيا” التي تنشط بين هولندا وبلجيكا، وعصابة البلقان المنتشرة في عدة دول أوروبية، فضلاً عن خلايا مرتبطة بالاتجار الدولي في الكوكايين والحشيش.
أما على الصعيد الوطني، فقد فتحت السلطات المغربية تحقيقاً معمقاً في القضية، حيث نفذت المصالح الأمنية، بتنسيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، سلسلة مداهمات أسفرت عن توقيف 34 شخصاً للتحقيق معهم. وتواصل الأجهزة المختصة تحرياتها الميدانية والتقنية لكشف كافة خيوط هذه القضية وظروف وملابسات الحفل المثير للجدل.