جهات

سعيد لجدل ، ملك المشردين وأطفال الشوارع بمدينة ميسور .

“حب الخير يلازمني منذ الصغر وسعادتي أراها في تقديم يد العون للمحتاجين لأبناء بلدتي من المقهورين والمشردين”. هكذا يلخص الفاعل الخيري والناشط الجمعوي من اولاد الخير بميسور قصة حياته في العمل التطوعي والتضامني لصالح مشردي الشوارع باقليم بولمان.

في حي سيدي بوطيب بمدينة ميسور “خرمجيون” ترعرع، وفي أسرة محافظة تعلم حب الخير للغير. تابع دراسته لمدة ليست بالطويلة لينقطع عن المسار في سن مبكرة ويتفرغ لمهنة فن الجبص التي يتقنها ويتفنن فيها، قبل أن يتعرف على أصدقاء درب الحياة ، يعتبرهم سعيد سندا له في المسيرة ، إذ كان ملهمه الأول هو فعل الخير ورغم قصر دات اليد وضعف الجاه.

يقول سعيد لجدل ابن المخازني المتقاعد، إنه عاش في أسرة ميسورية محافظة، تحب الخير للجميع وتدافع عن المقهورين الذين لم تنصفهم الحياة ليعيشوها كما حلموا بها. وكان ذلك دافعه للدخول في مغامرة فريدة من نوعها وإن كان هدفه أسمى من الشهرة، بل “مساعدة الآخرين في الخير”.

تقاسم الإحساس:

سعيد أحس بالقهر والحرمان الذي تعيشه فئة عريضة في المجتمع المغربي وخاصة من أبناء بلدته في مدينة ميسور المهمشة ، وهي فئة المشردين في الشوارع، نساءً ورجالاً وشيوخاً وصغاراً، لا مأوى لهم ولا ملجأ يقيهم حر شمس السماء أو رجفة البرد. فكان أن اقترب منهم بتقديم الطعام لهم، ومرافقتهم في شوارع مدينة ميسور والناس نيام وفي ساعات متأخرة من الليل ورغم قساوة المناخ وظروف الطبيعة الغاضبة عن المنطقة.

سعيد استقبل بعضهم في بيته ولم يجد في ذلك حرجاً رغم تحذير الناس له من أن هؤلاء الأشخاص قد يكونون خطيرين، فكان جوابه” إذا لم نقترب منهم ونهتم بهم فكيف سنكسر حاجز الخوف”، يقول سعيد الدي تحدى الجميع وتحدى أعيان المدينة وأغنياءها وكل من رضع من ثدي بقرتها الحلوب، ليثبث للمجتمع أن التغيير ممكن في كل شيء ولو بقليل من المال ستضع لك موطئ قدم في جنة الفردوس.

كيف بدأت الفكرة:

سعيد “كنت أنتظر حلول الليل بشوق لآخذ الطعام وبعض الملابس وأخرج للشارع بمساعدة بعض أصدقائي لمجالسة من جعلوا منه مأواهم الوحيد في الركن المظلم، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، لنقدم لهم الطعام واللباس ونسمع لقصصهم وظروف عيشهم، فجاءت فكرة إنشاء جمعية اولاد الخير بميسور التي تعتني بهم”.

سعيد ملك المشردين بميسور:

ترأسّ سعيد هذه الجمعية التضامنية والخيرية ليكرس بعد ذلك جل وقته في مرافقة وتتبع الأشخاص المشردين في شواع مدينة ميسور والنواحي، ومساعدتهم على “الاندماج من جديد في مجتمع لا يرحم صغيراً ولا كبيراً”، يضيف دات المتحدث .

ويردف سعيد “بصفتي ورغم أنني لست ممرضا عملت على تقديم الإسعافات الضرورية لبعض المشردين. وكلما اقتربت منهم، زادني ذلك تعلقاً بهذا العمل الذي لا أبتغي من ورائه سوى الجنة وأن يعيش هؤلاء الأشخاص بكرامة”.

ويأمل سعيد أن تتطور هذه الفكرة لتشمل جميع المدن المغربية التي تعرف تواجد عدد كبير من المشردين، وهي الفكرة التي سينال عليها مستقبلا ومن دون منازع لقب سفير دولي لحماية الطفولة والمشرين المتواجدين باقليم بولمان، كما يطمح سعيد لتحقيق حلمه في إنشاء أكبر مركز لإيواء المشردين بالاقليم ، إن هو وجد من يدعم فكرته ويحقق حلمه .

ولحد البدايات الأولى يتلقى سعيد دعماً محتشما من عدة شخصيات ميسورة ومحسنين دووا أريحية آمنوا بفكرته ، حيث شجعه على المضي قدماً في الدفاع عن حقوق فئة المشردين في الشوارع ضماناً لحقهم في العيش الكريم وحمايةً لهم، وخاصة الفتيات القاصرات من أخطار الشارع.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى