
اليقين/ نجوى القاسمي
خلف انهيار عمارتين حديثتي البناء بمدينة فاس، ليلة أمس، صدمة عميقة وسط السكان، بعد أن أسفر الحادث عن وفاة 19 شخصاً وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، وفق حصيلة أولية. وما تزال فرق الإنقاذ، إلى حدود صباح اليوم، تواصل البحث تحت الأنقاض، وسط استنفار كبير للسلطات وتطويق أمني للحي.
ويكتسي هذا الانهيار طابعا غير مسبوق، بالنظر إلى أن العمارتين لا يتجاوز عمرهما عشرين سنة، وأنهما تقعان داخل حي حديث لا يُصنف ضمن المناطق الهشة أو الآيلة للسقوط. هذا المعطى يفتح الباب أمام أسئلة مؤلمة حول جودة الأشغال وظروف التشييد، ومدى احترام المعايير التقنية والقانونية أثناء البناء.
وفق ما أفاد به أحد شهود العيان بفاس فإن عددا من السكان كانوا يشتكون منذ مدة من غش واضح في بعض المرافق الأساسية داخل العمارتين، مشيرا إلى أن تشققات ظهرت على الجدران خلال الأشهر الأخيرة، دون أن يتم التدخل لإصلاحها. وصرح الشاهد قائلا السكن كان مسوس ومغشو كنا نلاحظ أمورا غير طبيعية ولكن لم نكن نتوقع انهيارا بهذه السرعة.
كما أكد سكان آخرون أنهم سمعوا قبل لحظات من الانهيار ما يشبه طرقات قوية قادمة من بناية مجاورة، ما أثار خوفهم وذكّرهم بأصوات الانهيار، قبل أن تتحول المخاوف إلى واقع مأساوي.
وتطرح فرضيات أولية عدة أسئلة من قبيل هل ترتبط أسباب الانهيار بجودة مواد البناء؟ وهل تم احترام رخصة البناء دون خروقات أو تعديلات غير قانونية؟ وهل تم تجاوز عدد الطوابق المسموح به في المنطقة؟ ووهل توجد بنايات أخرى قد تشكل خطرا بعد الحادث؟
We Love Cricket



