في سابقة هي الأولى من نوعها انتفض سكان إحدى القرى التابعة لإقليم بولمان في وجه قافلة مساعدات تنتمي لإحدى الجهات المعلومة ودلك بعد إقدام أعصاء القافلة المنظمة على توثيق عملهم الخيريو الإحساني بصور وفيديوهات لنشرها في مختلف المواقع الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، أو كما سموها “بعد تصويرينا والتشهير بنا” من قبل المُرائين، وبعض الجمعيات المحسوبة على بعض الأحزاب والمنتخبين والمشاهير وأصحاب “الادسنس” الدين همهم الوحيد هو كسب ثقة الدولة والساكنة وأصوات الناخبين ومختلف الجهات المدعمة” سبونسور ” على دهر الفقراء والمحرومين، حيث يستغلون أميتهم ووضعيتهم الهشة أبشع استغلال…. دون أن يتدكروا مقولة يجب أن ” لا تعلم اليد اليسرى ما أعطت اليمنى” أو يتدكروا “أن الشعب كامل عاق وفاق وتطور بفضل الفايسبوك والواتساب وما بقى حتى واحد مكلخ ومقلوبة عليه القفة”.
وللإشارة ومع قرب الاستحقاقات الانتخابية المزمع تنظيمها أواخر يونيو من سنة 2021 بالمغرب، فقد اتسع مجال الأعمال الخيرة في كل المجالات وساهمت بشكل كبير في مساعدة الضعفاء والمحتاجين وأصبحت بمثابة باب يطرقه كثير ممن هزمهم الفقر والعوز ويزيد اتساعها خاصة في زمن كورونا وفي المواسم والأعياد، على غرار شهر رمضان والأعياد الدينية.. والحقيقة التي لا يختلف فيها اثنان أن هذه الجمعيات والأحزاب ساهمت بشكل كبير في إعادة التكاتف الاجتماعي، في ظل الظروف الاقتصادية الشحيحة، والقدرة الشرائية التي تتآكل من سنة إلى أخرى، غير أن كثيرا من هذه الجمعيات والأحزاب أوقعت العديد من الأفراد في حرج، حين أصبحت تنشر مساعداتها لهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وتوثق الأحداث بالصور والتعليقات والايفات.. لذا، وقع بعضها في ما يسمى بالرياء الإلكتروني اليوم.حتى تحول من السر والكتمان إلى التشهير.
و يعتبر مبدأ كتم عمل الخير وعدم الإفصاح عنه أو المجاهرة به، سواء كان فعلا فرديا أم جماعيا، من الأمور المحببة، إن لم نقل الضرورية، لكي لا يقع الفرد في الرياء، والتفاخر أمام الناس بفعله للخير أو مساعدة غيره، مادام الهدف الأسمى من هذه الأعمال الخيرية هو إعادة اللحمة بين الأفراد، ولمّ شمل الأسر وإسعادها، خاصة في المناسبات حين تظهر عورات عوزهم، ودفع ضرر الفقر عنهم، الذي يشتد من سنة إلى أخرى، في ظل الكثير من الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة وخاصة في هده السنة التي تزامنت وجائحة كورونا، لكن، للأسف، فقد أصبح كل من يقدم مساعدة لأخيه سواء مادية أم معنوية، يذهب مهرولا الى مصورة هاتفه ويوثقها على صفحات التواصل الاجتماعي.وكل هدا دفع شريحة من المواطنين الى اطلاق نداء قالوا فيه “أرجوكم… ساعدونا دون أن تحرجونا…”.
ونحن لا ننكر أن كثيرا من الاحزاب والمنظمات والجمعيات الخيرية، تقوم بأعمال جبارة في هذا المجال، بدءا من كيفية الحصول على هذه المساعدات المادية، فليس كل شخص مستعدا لتقديم هذه المساعدة كما يعتقد بعض الناس، فالأمر صعب جدا، لكن، للأسف، عندما تحقق هذه المطالب بعد أشهر من الدعوة إليها، سواء عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، أم الجمعيات المنتشرة في المجتمع، وعند توزيعها، تحرج كثيرا من المعوزين أمام كاميرات الهواتف النقالة والقنوات التلفزية، وتوثيقها في فيديوهات وصور، حينما يتلقون هذه المساعدات، من لباس أو أكل وشرب وغيرها من المواد الغذائية، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل توضع صورهم على صفحات الوسائط الاجتماعية المختلفة، من أجل التجاوب معها من طرف الأفراد، كمن يريد مباركة عمل هذه الجمعيات، والدعوة للمساهمين فيها.. غير أن كثيرا من أفراد هذه الجمعيات، يعارض هذه الملاحظات، التي تقدم لهم من طرف الأشخاص، من ضرورة كتم هذه الأعمال الخيرية وعدم الكشف عن وجوه الفقراء والمعوزين في أي مكان، حفاظا على كرامتهم بعد التوسل في الشوارع والطرقات، ويبرر هذه الأعمال بأن الهدف منها ليس التشهير بهم، ولا التشهير للجمعية للتفاخر بين الناس، بل من أجل تقديم أمثلة حية عما تقوم به هذه الجمعيات، وزرع مثل هذه المبادرات في المجتمع، حتى يشارك فيها الجميع دون استثناء، وتصبح سنة حميدة في مجتمعنا، لا تحتاج إلى الدعوة إليها. وفي المقابل، نجد أن بعض من يعارض هذا التشهير للفقراء، يرى أن هذه الجمعيات تستطيع أن تعرض ما تقوم به عبر شبكات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها، لكن بإعطاء الخطوط العريضة فحسب، لما تقوم به، سواء بتقديم الأرقام أم نوع عملها الخيري أم برنامج نشاطها.. وهنا، فهي لا تحتاج إلى أعين الفقراء من كل الفئات، وهي ذابلة أمام الكاميرات ومرمية على شبكات التواصل الاجتماعي.
هي حال كثير من الأحزابو الجمعيات الخيرية اليوم ، تجتهد في تقديم المساعدات للأفراد والجماعات، لكنها تشهر بهم على صفحات التواصل الاجتماعي.. فلم يكفهم فقرهم وعوزهم، حتى أصبح يشار إليهم.