
اليقين/ نجوى القاسمي
في مشهد يعكس هشاشة البنية التحتية وخطورة الإهمال المتراكم، شهد حي سيدي مومن بـالدار البيضاء حادثًا كاد أن يتحول إلى فاجعة، بعدما اقتلعت الرياح القوية سقفا معدنيا (زنق) لأحد المباني العشوائية، ليتطاير لمسافة تناهز 20 مترا ويسقط فوق براكة مجاورة.
وبحسب تصريح أحد سكان الحي، فإن الألطاف الإلهية وحدها حالت دون وقوع كارثة حقيقية، مشيرا إلى أن السقف المتطاير كان من الممكن أن يسقط فوق طفل أو امرأة أو أحد المارة المتجهين إلى قضاء أغراضهم اليومية. الحادث، وإن مر دون خسائر بشرية، أعاد إلى الواجهة خطورة الوضع القائم داخل أحياء تعاني من هشاشة عمرانية واضحة، حيث لا تقتصر المخاطر على الأسقف المتآكلة، بل تمتد أيضًا إلى أعمدة الإنارة والهاتف التي تبدو بدورها مهددة بالسقوط.
في المقابل، أوضح المتحدث أن السلطات المحلية انتقلت إلى عين المكان، حيث تم تسجيل حضور خلية يقظة على المستويين الإقليمي والمحلي، مع قيام أعوان السلطة بجولات ميدانية في الأزقة والدروب، خاصة داخل الأحياء الأكثر هشاشة. كما جرى، بحسب المصدر ذاته، التنسيق مع الشركة الجهوية الجديدة للماء والكهرباء والتطهير من أجل الاستعداد التقني والتدخل لمعالجة القنوات والبنيات المهددة.
غير أن هذا التدخل، رغم أهميته الآنية، لا يخفي واقعا أعمق من الإهمال البنيوي. فالحي، كما غيره من المناطق الشعبية، يعيش وضعا متفاقما من تدهور البنية التحتية، في ظل غياب تخطيط حضري جدي وتدبير مسؤول للشأن المحلي. ورغم التصريحات المتكررة حول رصد ميزانيات لإصلاح الطرق والأزقة، لم يلمس السكان أي تغيير ملموس، وبقيت الوعود حبيسة التقارير والبلاغات.
ومع كل موسم للأمطار، تتجدد معاناة الساكنة، حيث تتحول الأزقة إلى برك من المياه الراكدة والأوحال، وتصبح الحركة اليومية شبه مستحيلة، في مشهد لم يعد يُصنّف كطارئ أو استثنائي، بل كواقع دائم نتاج سنوات من الإهمال وغياب رؤية تنموية واضحة.
حادث السقف المتطاير، وإن مر دون ضحايا، يشكل جرس إنذار جديدًا حول كلفة التراخي في معالجة البناء العشوائي وتأهيل البنية التحتية، ويطرح أسئلة ملحّة حول حدود التدخلات الظرفية، وغياب حلول جذرية تحمي سلامة المواطنين وتصون حقهم في بيئة حضرية آمنة.
We Love Cricket




