سيدي سليمان :المدينة بين الماضي والحاضر ، يالها من مفارقة؟
ادريس بنيحي
لا يسعني أستاذي العربي البوهالي الشاعر والمثقف والزجال المغربي، إلا أن أتقدم إليك بجزيل الشكر.
، في كل مرة يطالعني من خلال جداره بلغة زجلية مفعمة بالحياة والقول الحكيم متصالحة مع منطوقها ودلالاتها،كما أتقدم بالشكر الجزيل لكل الطاقم المساهم، حقا إنتابني شعور بالحسرة والألم والبكاء حين قارنت مابين ماضي جميل وحاضر بائس،لمدينة أنجبت طاقات وكوادر ورجالات ربما قل نظيرها في الألفية التالثة، حين كانت قبلة لكل طالب للعمل والإستقرار والعيش،حين كانت حية بدار شبابها وخزانتها البلدية وقاعة الندوات بمقر البلدية وحركية الجمعيات والأحزاب والشبيبات الحزبية والثانويات والمدارس بأنشطتها الصفية واللاصفية، ومشاركتها في كل الأعياد ذات الطابع الديني والوطني وموكب عيد العرش المزين بالبرتقال وفاتح ماي بنشاطه العمالي وتلويناته النقابية ،مدينة كانت مفعمة بالحيوية والنشاط والحياة التي كنا نقبل عليها كما يقبل شباب اليوم على الإدمان والفراغ والإنتحار البطيء المفضي للموت الجزئي.
مدينة دفنت سكانها في صمت دون صلاة جنازة ولا طقوس دفن،ماتت بالرغم من حياتها.
مدينة كانت في مصاف المدن النامية والصاعدة فلاحيا وإقتصاديا وثقافيا وتربويا،فماذا وقع اليوم وإنقلبت التنمية لهشاشة إجتماعية ما بعدها هشاشة؟ماذا وقع اليوم وكل المعامل هاجرت وأقفلت أبوابها وطردت عمالها؟هل حقا هذا قدرها؟أم سياسية ممنهجة لغاية في نفس يعقوب قضاها،هل سيدي سليمان إستثناء شاد في سلم المدن النامية والصاعدة؟هل هل هل هل هل؟ وتتكاثر الأسئلة،من هنا يجب على شباب الغد أن يعي دوره ونحن أمام إنتخابات مقبلة، أمام إقتراع وإختيار وحكم حتى على مرحلة قادمة إما أن نختار من يمتلنا حقا قلبا وقالبا ويقدم للمدينة مالم يقدمه السلف،نحن أمام إمتحان ومحك من أجل بناء الغد المشرق بكم ياشباب، قد نصنع التغيير، قد نبني الأفاق قد نغير حتى ولو في البسيط وبالبسيط ،الحفلات منتهية والشيكات زائلة والوعود متبخرة في المستقبل لا شك،لأن عمق النموذج التنموي لا يذهب في صف سياسة الريع.
المستقبل لكم ،وبكم فعلا ،إن كنتم في المرحلة والسياق وحاولتم تبني بناء مفهوم الإنسان بمعناه الراقي والمتحضر،إنسان القرن21 إنسان الإعلاميات والتكنولوجيا والمعلومة والمصلحة العامة… وقس على هذا فلايعقل تبني منطق النخاسة والبيع والشراء في الذمم والقرابة والقبيلة والمصاهرة،رفقا من هكذا أشكال،وإلى متى سنظل قيد الضيق والمصلحي؟ وشبابنا يعاني يموت يرتمي في أحضان المتوسط هربا من فراغ قاتل ومستقبل مظلم،رفقا رجاء رفقا الوطن ملك لنفسه، والأرض لا محالة سترث نفسها ، فاصنعوا الحضارة فاصنعوا المستقبل،فالكل زائل لا محالة، كفانا جوعا فكريا ،كفانا طمعا في الدنيا، كفانا طمعا في المكاسب والمناصب،ردوا الإعتبار لذواتكم، لتاريخكم الذي سيستمر وأنتم تموتون.
قد أكتب الكثير ولا أنتهي لأن الأمر يتعلق بكياني،لذالك وجب على شباب وشابات سيدي سليمان والمغرب عموما أن يضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب ،فإن وضع في غير مكانه ، سلام على التنمية والتقدم.