أخبارمجتمع

شباب المغرب وصوتهم الرقمي: كيف تعاملت القنوات العالمية مع احتجاجات جيل زد؟

اليقين / نجوى القاسمي

منذ انطلاق موجة الاحتجاجات الأخيرة في المغرب، شرعت وسائل الإعلام الدولية في رصد الأحداث عن كثب، كل وفق منهجه وتوجهه التحريري. قناة الجزيرة، على سبيل المثال، اختارت برنامج شبكات لتقديم تغطية موضوعية، ربطت خلالها الوقفات الاحتجاجية بسياقها الاقتصادي والاجتماعي في المغرب، محاولة بذلك أن توضح للعالم خلفيات الاحتجاجات وآثارها على الشارع المغربي.

على الجانب الآخر، اتخذت فرانس 24 منهجا تفاعليا في برنامج الحدث، حيث استضافت مجموعة من الصحافيين والمحللين الاقتصاديين، بالإضافة إلى شباب من الأحزاب المغربية، بهدف تقريب الرأي العام الدولي من التوتر القائم بين جيل زد والحكومة، وفهم مطالب الشباب من منظور محلي متعدد الأبعاد.

أما قناة العربية، فقد اعتمدت صباح اليوم الجمعة 2 اكتوبر الجاري نهجا أكثر جرأة، حيث حاولت إبراز الجانب الشبابي في الاحتجاجات عبر استضافة مسؤول حكومي، وطرحت عليه سلسلة من الأسئلة التي ركزت على ما اعتبرته فشل الحكومة في النهوض بقطاعي التعليم والصحة. هذه التغطية حملت بصيغة أو بأخرى ميلا لتقديم صوت الشباب على حساب الأطراف الرسمية، ما يجعل منها مثالا على الانحياز الإخباري لصالح طرف محدد.

في المقابل، حاولت DW الألمانية الحفاظ على مسافة موضوعية، من خلال مقالات تتناول الاحتجاجات بصفة عامة، مع الإشارة إلى احتمالية تدخل جهات خارجية دولية في تحريك بعض التحركات الشبابية. ولتدعيم مصداقيتها، اعتمدت على وكالة الأنباء المغربية ومقابلات مع محللين مغاربة مختصين في الرقمنة، لتحليل الظاهرة الجديدة المتمثلة في شباب منصة ديسكورد وتأثيرها على التنظيم الرقمي للاحتجاجات.

تحليل هذه التغطيات يوضح جليا أن الإعلام الدولي في المغرب لا يكتفي بسرد الأحداث. كما يعكس التنوع في التغطية الانقسام في الرؤية الدولية بين الموضوعية، التفاعل، والانحياز، وهو ما يعكس بدوره كيفية تعامل العالم مع صراعات الشباب والمطالب الاجتماعية في المجتمعات المعاصرة.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى