
اليقين/ نجوى القاسمي
أعادت مشاهد المدرجات شبه الفارغة في مباراة افتتاح كأس إفريقيا للأمم، التي جمعت المنتخب الوطني المغربي بنظيره منتخب جزر القمر مساء الأحد، فتح نقاش حاد حول اختلالات التنظيم وسوء تدبير التذاكر. فبدل أن تكون المباراة عرسا كرويا مكتمل الأركان، تحولت المقاعد الفارغة إلى علامة استفهام كبيرة واحتجاج صامت على واقع العبث الذي رافق عملية البيع.

الغضب الجماهيري لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة مباشرة لانتعاش السوق السوداء وهيمنة “شناقة التذاكر” الذين صادروا حق المشجعين في الولوج العادل للمدرجات. تذاكر حدد ثمنها الرسمي في 150 درهما قفزت بشكل فاضح على منصات إلكترونية إلى أرقام خيالية تجاوزت 2000 درهم، في مشهد يعكس فشلا واضحا في الرقابة وحماية المستهلك الرياضي.
وتحت ضغط الانتقادات، بررت مصادر من اللجنة المنظمة جزءا من الفراغ بتخصيص الاتحاد الإفريقي لكرة القدم حصة من المقاعد لجماهير جزر القمر. غير أن هذا التبرير لم يصمد طويلا أمام الواقع؛ إذ اصطدم مشجعو المنتخب القمري بعراقيل تقنية ومالية، خصوصا ما يتعلق بوسائل الدفع، ما حال دون حضورهم بالشكل المنتظر.

المفارقة المؤلمة أن مغاربة كثرا حاولوا سد هذا الفراغ واقتناء التذاكر، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام منصات معقدة وأنظمة دفع غير ملائمة، فخسر الملعب جمهوره الطبيعي وخسرت البطولة صورتها الافتتاحية. النتيجة: مدرجات خالية، وأسئلة ملحّة حول مسؤولية المنظمين، وضرورة التحرك الصارم ضد السوق السوداء، وإعادة التفكير في آليات بيع تضمن العدالة والشفافية وتُعيد للجمهور مكانه الطبيعي في قلب الحدث.
We Love Cricket




