آخر الأخبارسياسة

صبري الحو لليقين: مبادرة البوليساريو محاولة للتشويش على قرار تاريخي لمجلس الأمن

اليقين/ نجوى القاسمي

في خطوة اعتبرها عدد من المراقبين محاولة للتأثير على المسار الأممي لملف الصحراء، وجهت جبهة “البوليساريو” رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، تزامناً مع اقتراب موعد تصويت مجلس الأمن على قرار حاسم ومرتقب بشأن النزاع. وبينما تحاول الجبهة تقديم رسالتها على أنها مبادرة جديدة، يرى خبراء قانونيون أنها لا تحمل أي مستجدات حقيقية، بل تعيد طرح مقترحات قديمة تجاوزها المسار الأممي منذ سنوات.

أكد الخبير في القانون الدولي وقضايا الهجرة ونزاع الصحراء، والمحامي بهيئة مكناس صبري الحو، أن الرسالة التي وجهتها جبهة “البوليساريو” إلى الأمين العام للأمم المتحدة يوم الاثنين 20 أكتوبر الجاري، لا تحمل أي جديد يذكر، معتبراً أنها مجرد إعادة إنتاج لمقترح قديم يعود إلى سنة 2007، يقوم على خيار الاستفتاء لتقرير المصير تحت إشراف المنظمة الأممية.

وأوضح الحو في تصريح لجريدة اليقين أن ما تروج له الجبهة على أنه مقترح موسع يأتي في توقيت حساس، قبل أيام من تصويت مجلس الأمن على قرار وصف بأنه مرتقب وتاريخي، سيعزز بشكل صريح شرعية السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، ويكرس مقترح الحكم الذاتي باعتباره الحل الواقعي والنهائي للنزاع. وأضاف أن هذه الرسالة لا تعدو أن تكون محاولة للتشويش على هذا المنعطف الدولي المهم من خلال الإيحاء بأن الجبهة ما زالت فاعلاً في مسار الملف.

وأشار الخبير القانوني إلى أن الجديد الظاهري في الرسالة يتمثل في دعوة الجبهة إلى إشراف مشترك بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على الاستفتاء، وهو ما وصفه بـالرجوع إلى الوراء ، بالنظر إلى أن هذه الآلية سبق أن أثبتت فشلها بسبب الخلاف المزمن حول تحديد القاعدة الانتخابية. وأكد أن الأمم المتحدة تجاوزت هذا الخيار منذ سنوات، موجهة تركيزها نحو الحل السياسي القائم على التوافق باعتباره الإطار الوحيد القادر على تجسيد مفهوم تقرير المصير في صيغته المتطورة والواقعية.

كما لفت الحو إلى أن ما وصفته الجبهة بـتوزيع فاتورة السلام لا يمثل بدوره أي جديد، إذ يعيد إنتاج مضمون مقترحات سابقة تتعلق بما يسمى حقوق المغرب والمواطنين المغاربة في الصحراء بعد الاستقلال مؤكدا أن الرسالة لا تضيف شيئاً من الناحية السياسية أو القانونية.

وختم الخبير تصريحه بالتأكيد على أن مجلس الأمن والأمم المتحدة رسخا مبدأ الحل السياسي التوافقي الواقعي كخيار وحيد لتسوية النزاع، وهو ما يعكس جوهر مبادرة الحكم الذاتي المغربية التي تحظى بدعم دولي متصاعد، وتشكل اليوم الآلية الأكثر جدوى لضمان الاستقرار والتنمية في الأقاليم الجنوبية.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى